شهر رمضان الكريم له رونقه الخاص، واعتاد أهالي مكةالمكرمة في ليالي الشهر الفضيل تناول وجبة الكبدة والبليلة بين فترتي الإفطار والسحور، كنوع من التصبيرة والتلبيبة، وذلك من خلال البسطات الرمضانية المنتشرة في أحياء وشوارع وأزقة مكةالمكرمة التي لها طعم رمضاني خاص، وعادة رمضانية درج على تناولها المكيون في مثل هذه الأوقات. وقال كل من فهد النفيعي وسلمان مطر: إن سكان مكة اعتادوا تناول الكبدة والبليلة كنوع من التصبيرة بين وجبتي الإفطار والسحور، مشيرين إلى أنهم يتجهون بعد صلاة التراويح لشرائهما من المباسط المنتشرة في شوارع المدينة، ثم يروون عطشهم بمشروب السوبيا المنعش «الزوار والمعتمرون أيضا يشاركوننا هذه العادة التي تميز رمضان مكة وتمنحه رونقا خاصا». أما الطفل ساري العتيبي فذكر أنهم يتناولون البليلة دائما لأنهم يقضون وقتا طويلا في اللعب ويشعرون بالجوع سريعا، مشيرا إلى أن البليلة سعرها رخيص ويقدرون على شرائها. وأضاف فاروق عيسى «صاحب بسطة بليلة» أن سكان مكة يستهلكون كميات كبيرة من البليلة في رمضان، فهو وحده يبيع في اليوم الواحد نحو 15 كيلوجراما منها «يحاول صاحب كل بسطة أن يعطي بليلته طعما خاصا عن طريق إضافة الليمون والبطاطس والخل والكمون وغيرها». وذكر كل من سطام البلادي وعبدالله الحربي «صاحبي بسطة كبدة» أنهما استغلا تزامن شهر رمضان مع الإجازة المدرسية من أجل العمل في هذه البسطة «الكيلوجرام الواحد من الكبدة يكلفنا 30 ريالا، ونبيع الطبق بعشرة ريالات، ما يمنحنا ربحا معقولا خاصة أننا نبيع نحو 35 كيلوجرام كبدة في الليلة الواحدة».