أنا طالب في الصف الثاني الثانوي علمي، عمري 18 عاما، والدي يصنع معي المشاكل على كل صغيرة وكبيرة، مع أنني أريد أن أرضيه، زملائي جميع آبائهم موفرون لهم السيارات، والوالد عنده خير ولله الحمد، لكنه غير موافق على شراء سيارة لي لقضاء مشاويري الخاصة، وكلما طلبت منه السيارة يقول بأنه سيذهب معي بحجة عدم الوثوق بي، أنا طبعا تعلمت القيادة مع أبناء عمي وهو يعلم، لكن لا أعلم ماذا أفعل هل أسرق السيارة مثلا، كيف أجعله يثق بي؟ ولكي أكون معك صادقا تماما، فإني أعاني عيبا يغضب أبي كثيرا، وهو أنني لا أصلي الفجر في المسجد، مع أن المسجد قريب من المنزل، وأصليها في المنزل، أرجوك أرشدني بسرعة فقد تأخرت دراستي بسبب هذه المشاكل مع الوالد. (م. ه) جدة رسالتك توضح أنك مع أب يخاف عليك أكثر من ضعف ثقته بك، فهو يخشى أن يصيبك حادث يؤذيك، كما أنه يخشى أن تتعرض لملاحقة المرور لك باعتبارك لا تملك رخصة رسمية لقيادة السيارة، ومع كل هذه المحاذير الموجودة عند والدك إلا أنه يحاول أن يحقق لك رغبتك، فيذهب معك بالسيارة ويسمح لك بقيادتها وهو معك، فهل يرضيك أن تأخذ السيارة وتتعرض للملاحقة والمساءلة لو ارتكبت مخالفة ما؟ أم هل تريد أن تغضبه إن أنت أخذت السيارة دون علمه؟ تذكر يا بني أن والدك لم يحرمك من قيادة السيارة وإنما هو سمح لك بذلك وفي الوقت نفسه رضي أن يتحمل إضاعة الوقت وهو معك كي يحقق لك رغبتك، أما عدم شرائه سيارة لك مع اقتداره المالي فأمر لا أدري مبرراته ولكني أغلب فكرة حرصه وخوفه عليك، إذ واضح تماما هذا الخوف عليك، ومع أنني أتمنى أن يقلل من خوفه عليك، إلا أنني مقتنع بأنك تتحمل جزءا من استمرار هذا الخوف، إذ يبدو أنك مندفع تجاه المغامرة، ولو أنك أكثر هدوءا لما خطر في بالك فكرة سرقة السيارة من والدك، والأمر الآخر الذي سيزيد من ثقة والدك بك ويساعدك على الحصول على موافقته يتعلق بأمر يكسبك لو أنك فعلته رضا الله ورضا أبيك وهو يتعلق بأدائك لصلاة الفجر في المسجد، راعي ذلك واحرص على البعد عن التفكير بأن والدك يصنع لك المشكلات، إذ لا يوجد أب يهمه أن يصنع المشكلات مع أبنائه، كل ما تحتاج له أن تراعي الابتعاد عن الأسباب التي تثير غضب والدك.