رسخت العصامية التي يتمتع بها رجل الأعمال صالح كامل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية في جدة بنفسه العديد من القناعات أبرزها إيمانه التام بحق الشباب في العمل والإنتاج وإزالة المعوقات من أمامهم ليبدأوا من حيث انتهى الآخرون لا من الصفر. وعلى الرغم من اهتماماته الواسعة بالداخل والخارج، إلا أن ذلك لم يثنه عن إطلاق المبادرات الخلاقة من أجل الشباب وآخرها صندوق وقف المشاريع الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة برأسمال 100 مليون ريال ليتحقق حلمة الأساسي بأن يكون كل شاب يتمتع بالإرادة والفاعلية الإنتاجية صاحب مشروع ناجح وليس مجرد موظف لدى جهة ما. وللحقيقة فإنه يمكن أن نطلق على صالح كامل رجل الصناديق الوقفية في المجتمع؛ فقد تصدى لإطلاق صندوق الوقف الزراعي في حائل وتبرع له بمليوني ريال، وصندوق دعم الحرفيات في القصيم وتبرع له بخمسة ملايين ريال، كما يعمل على إنشاء صندوق وقف للصم، فضلا عن صندوق المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وفي هذا النقطة يرى كامل أن صندوق المشاريع الصغيرة يعبر عن أهداف الغرفة في دعم مسيرة الشباب نحو ترسيخ أقدامهم في مجال المشاريع انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية للشركات ورجال الأعمال، مشيرا إلى أن الأوقاف الإسلامية تعد شريانا أساسيا لتغذية التنمية الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية. ويعتقد صالح في هذا السياق أن الغرف التجارية هي الأقدر على إدارة هذه الصناديق نظرا لخبراتها الواسعة باحتياجات السوق المختلفة، مشيرا أن الإدارة الجيدة لأي مشروع وقفي تثمر مشاريع رائدة في خدمة المجتمع مثل الجامعات والمستشفيات. وهنا يرى صالح كامل من واقع تجارب ودراسات فعلية أن التدخل الحكومي في المشاريع الوقفية يؤدي إلى عزوف البعض عن الاهتمام بها وتفعيلها نحو تحقيق أهدافها. ويرى أن مشروع صندوق وقف المشاريع الصغيرة والمتوسطة يسير بنجاح نحو تحقيق الأهداف التي رسمت له، وذلك بعد الاجتماع الأول له والتوسع نحو استقطاب المزيد من رجال الأعمال لدعم الصندوق. ووفقا لصالح برزت مبكرا الكثير من المؤشرات على نجاح المشروع ومنها جمع 65 مليون ريال في الأيام الثلاثة الأولى من الإعلان عن انطلاق المشروع وتلقى الصندوق الكثير من الطلبات للتبرع والدعم مرحبا بالمزيد من الراغبين في الصندوق الذي يعد صدقة جارية للمتبرع الذي يمكنه إدارة الوقف الذي تبرع به. وأشاد كامل بدعم وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمشروع بعد الاطلاع عليه، وفيما يجري حاليا قبول التبرعات النقدية للصندوق يطمح صالح في قبول أصول مادية لدعمه في المستقبل. ووفقا للآلية الموضوعة فإن الدعم الذي ستتلقاه الأسر من صندوق الوقف سيعود ريعه إلى الصندوق وتأخذ الغرفة العائد ويتم صرفه على أوجه الوقف المختلفة، وتبقى مهمة استثمار الوقف للواقفين أنفسهم. ورحب بأي تبرعات للصندوق حتى لو بمبلغ بسيط لا يتجاوز المائة ريال، مشيرا إلى أن الكثير من مشاريع الجامعات الكبرى في العالم باتت تقوم حاليا على جهود الصناديق الوقفية وهو ما ينبغي تعزيزه في مجتمعاتنا الإسلامية لتحقيق التكافل المنشود.