يحتاج الإنسان في حياته المعيشية إلى اللباس لستر عورته ، وإلى السكن ليستكن فيه من الحر والبرد ، وإلى الأكل ليسد به جوعه ، وإلى ما يشرب ليدفع به عطشه .. و متى ما توفرت هذه النعم للإنسان فإنه تتحقق له نعمة عظيمة ألا وهي نعمة طمأنينة النفس وسكونها .. المنازل حينما تكون ساكنة .. والأحوال منتظمة .. والنفوس مطمئنة .. فما هي النتيجة يا ترى .. النتيجة إذن سعادة أفراد المجتمع والأمور على ما يرام .. لاهم ولا غم .. ولا مرض ولا سقم .. ولا شك أن استقرار النفس واطمئنانها ينعكس إيجابياً على أفراد المجتمع في صحتهم نفسياً وجسدياً وأمنهم عقلياً . وحينما تكون بغية الإنسان الوصول إلى الأمن الصحي فإنه يتجنب جاهداً سوء التغذية ، وفي المقابل فإن من يسعى الوصول إلى الأمن الفكري عليه أن يتجنب التيارات الفكرية المنحرفة والفتاوى المضللة التي يتبناها أصحاب الهوى والفكر الضال ، وينبغي أن يتغذى الفكر من منبعي العلم الصافي .. كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ؛ ليكون الفكر قوياً صحيحاً حقاً. قال الله تعالى : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً قال : الصحة والأمن . ونعمة الصحة والأمن نعمتان عظيمتان لايجهل قيمتهما إلا فاقد العقل ، ولا يعرف حق قدرهما إلا من فقدهما .. أسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان في ديارنا ومقدساتنا والصحة في أبداننا ويوفقنا لشكر هذه النعم قولاً وعملاً .. آمين .