أكد كبير مستشاري الرئيس التركي ارشاد هرموزلو في حوار خاص مع «عكاظ» أن تركيا تولي اهتماماً كبيراً للتشاور مع المملكة وخصوصا مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في ما يتعلق بالشأن السوري، مشدداً على أن الشعب السوري بيده القرار الأخير، وفيما يلي التفاصيل: • كيف تنظر إلى الوضع في سورية بعد زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو؟ الوضع حالياً مقلق جداً بالنسبة للجميع بما في ذلك تركيا لأن زيارة وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو كانت الفرصة الأخيرة بالنسبة لسورية وقد سلم خلالها رسالة خطية من الرئيس عبدالله غول إلى الرئيس السوري بشار الأسد وكذلك برقيات القيادة التركية التي حمله إياها رئيس مجلس الوزراء رجب طيب أردوغان. كانت الرسالة واضحة جداً وهي أنه يجب إيقاف العنف فوراً في سورية والبدء بإصلاحات تلبي مطالب الشعب السوري بشكل كامل. الموقف السوري طرح أفكاره أيضا في هذا اللقاء وكان هناك اتفاق على سحب قوات الجيش والآليات من المدن وقد بدأ ذلك في مدينة حماه ودخل قسم من الصحافيين الأجانب والأتراك وشاهدوا الوضع المؤسف في سورية عموماً وفي مدينة حماه بشكل خاص ورغم هذا الإجراء إلا أننا كنا نتمنى أن يكون ذلك حالة دائمة أي أن يفسح المجال لوسائل الإعلام للتجول أكثر في مناطق سورية لنقل صورة واضحة إلى الرأي العام العالمي. لكن بعد هذه الأحداث فوجئنا بأحداث اللاذقية وادلب علما أن وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو ذكر أكثر من مرة أن كلمتنا هي الأخيرة للقيادة في سورية وأن هذا الوضع غير مقبول بتاتاً. • وجهت انتقادات للحكومة التركية على خلفية إعطائها مهلة 15 يوماً بعد زيارة أوغلو للقيادة السورية من أجل وقف العنف؟ إن هذا الطرح نشر على بعض المواقع الإلكترونية وهذه المواقع نقلت هذه التصاريح وتغاضت عن التصريحات الأخرى الصادرة عن المسؤولين الأتراك وقد ظهر الموقف التركي وكأن القيادة التركية أعطت مهلة للقيادة السورية للاستمرار في العمليات العسكرية ولكن هذا الموضوع لم يكن مطروحاً إطلاقاً والموقف التركي واضح جدا وهو أن على القيادة السورية وقف العنف وإراقة الدماء فورا ونحن أكدنا أكثر من مرة أنه إذا كانت هناك نية صادقة بالإصلاح فهذا الإصلاح يجب أن يأتي بطريقة الصدمة أي بطريقة لا يتوقعها الجميع بمعنى أن تتجه سورية إلى الإصلاح الفوري وتباشر بتطبيق النظام الديمقراطي وتحقيق جميع مطالب الشعب السوري وقد مر حوالي 10 أيام على زيارة وزير الخارجية والوضع يتحول من سيئ إلى أسواء ولا نرى حتى الآن أي تقدم. • ما هي الخطوات التي ستتخذها تركيا بعد التصعيد السوري؟ كما قال وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو إن موضوع الكلمات والتصاريح سينتهي ولقد حذرنا القيادة في سورية أن التمادي في هذا الاتجاه سيؤدي إلى تدخل دولي في هذا الموضوع وكما يعلم الجميع فإن مجلس الأمن سيجتمع وتركيا كانت تتمنى أن يكون الحل مناطقياً وداخلياً وأن تلبي القيادة في سورية مطالب الشعب السوري إضافة إلى أن اللهيب المنتشر في سورية يجب إطفاؤه بشكل فوري ولكن الظاهر أن التمادي في هذا الموضوع سيؤدي بالمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات كنا نحذر منها دائما وهذه ستكون قرارات دولية وبالتأكيد فإن على جميع الدول تطبيق هذه القرارات بما فيها تركيا. أما بالنسبة للخطوات التي تتخذ في تركيا داخلياً فنحن ندرس الأمور بدقة على جميع المستويات وتركيا تتحسب لكل الاحتمالات ولذلك سنرى ما ستؤدي بنا الأيام المقبلة وليس الأسابيع المقبلة. • هل من الممكن أن نرى تدخلا عسكريا تركياً في سورية؟ نحن كنا نتمنى أن يكون الحل داخلياً وقد ذكرنا أن القيادة في أي بلد يجب أن تكون أجرأ من الشعوب في مسائل الإصلاح والانتقال إلى خطوات صحيحة تلبي مطالب الشعب ولذلك حذرنا من التدخل الخارجي والتدخل العسكري ورأينا أن هذه المنطقة قد عانت من آثار التدخلات الخارجية والتدخلات العسكرية ولا نريد لسورية أو لأي بلد آخر أن يعيش هذا الموضوع ونحن لا زلنا نتمنى أن يكون الحل داخلياً وفي النهاية هذا الأمر يقرره الشعب السوري وليس نحن فالشعب السوري بيده القرار الأخير. • كيف تنظر إلى الحراك الدولي الأخير خاصة لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس التركي عبد الله غول إضافة إلى اتصال خادم الحرمين الشريفين مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما؟ المجتمع الدولي يعاني حالة من القلق المتأزم والمتسارع في الشأن السوري ولذلك كانت هناك مشاورات مستمرة وقد كانت زيارة الرئيس التركي إلى المملكة لحضور اجتماع هيئة الأمناء لمركز الدراسات الإسلامية التابع لجامعة أوكسفورد وعندما كان الرئيس عبد الله غول في المملكة كان من الطبيعي أن يلتقي بخادم الحرمين الشريفين وقد حضرت هذا اللقاء شخصياً وتم خلاله التباحث في أوضاع المنطقة وعلى رأسها الوضع المتأزم في سورية. • هل هناك تنسيق سعودي تركي حول الأوضاع في سورية؟ القيادة التركية تولي اهتماماً كبيراً جداً للتشاور مع المملكة وخاصة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ولذلك فإن من الطبيعي أن يكون هناك تشاور وتنسيق في المواقف وقد رأينا أن مواقف تركيا والمملكة العربية السعودية متطابقة تماماً في القضايا الدولية وفي ما يخص أيضاً الوضع في سورية. • ماذا تتوقع من جلسة مجلس الأمن المقبلة؟ هناك محاولات لتشديد العقوبات على سورية وهناك قسم من الاعتراضات الموجودة ولكن نحن نرى أن تفاقم الأوضاع في سورية وازدياد العمليات العسكرية ضد الشعب السوري ستؤدي إلى تراجع المترددين عن مواقفهم وستكون هناك بكل تأكيد إجراءات جادة وحاسمة في هذا الموضوع.