تجسد مخيمات الإفطار الجماعية المنتشرة في مختلف المناطق خلال شهر رمضان معاني البر والتكافل الاجتماعي الذي يتميز بها المجتمع، وتوفر هذه المخيمات مواقع للقاء والتواصل الاجتماعي بين المقيمين الذين يتبادلون الأحاديث المختلفة خلال وجبة الإفطار التي يحرص القائمون على المخيمات أن تكون متنوعة وتضم المأكولات الرمضانية المميزة. يقول نور الحق (هندي الجنسية) هذه المخيمات الرمضانية ليست للأكل فقط، بل تهدف إلى تجمع الأصدقاء لتناول وجبة الإفطار بشكل جماعي، خصوصا وأن معظم المستفيدين من ذوي الدخل المحدود وليست لديهم عوائل أو أسر، ما يجعلهم يفضلون الإفطار بشكل جماعي. وأكد سفير محمد (باكستاني الجنسية ) جودة المأكولات الشعبية المختلفة المقدمة في المخيمات الرمضانية، وقال: تقدم مأكولات شهية ومياه وعصيرات مختلفة وهذا أمر يسعدنا، خصوصا أننا نعمل طوال النهار وليس لدينا زوجات أو أسر تجهز أفطارنا، لذا نفضل الإفطار في الخيام الرمضانية التي تجعلنا نقترب من بعضنا بشكل أكبر. أبو أمان (سائق تاكسي باكستاني الجنسية) يقول إن الخيم الرمضانية الموجودة جوار المساجد والجوامع في مختلف المناطق والمحافظات، أمر لم أره إلا في المملكة، مشيرا إلى أن المخيمات الرمضانية تساعد الآلاف من المقيمين على تناول وجبة الإفطار والدعاء لأصحاب الخير في شهر رمضان، مؤكدا أن الإفطار مع الجنسيات المختلفة يمنحهم فرصة للالتقاء وتبادل الأحاديث المختلفة والشيقة خلال تناول الإفطار. يقول طلال الشمري إن المخيمات الرمضانية هبة من المحسنين والميسورين، لمساعدة العمال البسطاء الذين يشق عليهم توفير الطعام وخاصة خلال شهر رمضان، كما أنها تأتي في إطار تفعيل عمل الجمعيات الخيرية، مشيرا إلى أن الكثير من المواطنين يعملون على خدمة هؤلاء المحتاجين خلال شهر رمضان، من خلال توفير الطعام والمياه والحث على الصلاة وتوزيع الكتب الدينية. وأوضح الشيخ عبدالله السرحان إمام أحد المساجد في الرياض أنه تم التعاقد مع عدد من المطاعم والمطابخ الشعبية لتوريد مأكولات الإفطار للخيام الرمضانية مع الحرص في الوقت ذاته على أخذ فوائض الطعام من الموائد وإعادة تغليفها وجمع الفائض منها من أجل إعادة توزيعها على الفقراء والمحتاجين. ويقول محمد العلي (متطوع في خيمة رمضانية وسط الرياض) إن الخيام الرمضانية التي تحفل بها جميع مناطق المملكة لا يقتصر خيرها على المحتاجين فقط، بل يمتد ليوطد العلاقات الاجتماعية التي بدأت تضعف بفعل متطلبات الحياة العصرية، إلى جانب أن خيام الإفطار من العادات الطيبة التي دأب عليها الأخوة المسلمون لتناول الطعام في جو يسوده الحب والإخاء.