تتجسد خلال شهر رمضان المبارك أسمى مظاهر التضامن والتآخي الإسلامي في المملكة، حيث تقيم الجمعيات الخيرية ومكاتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمختلف المناطق و المحافظات موائد إفطار، وتدعو فيها الجميع لتناول وجبة الإفطار، بما يعكس مدى ارتباط المواطنين والمقيمين بعضهم البعض. وفي منطقة الباحة ، تنتشر في جوامع المنطقة أكثر من 150 مائدة إفطار لتقديم وجبات الإفطار للمعوزين والمحتاجين. وتقيم جمعية البر الخيرية بمحافظة العقيق بالتعاون مع المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالمحافظة خيمة لإفطار الصائمين وذلك بجوار جامع حمارس في حي شائقة بالعقيق. وأوضح رئيس المحكمة العامة بالباحة، رئيس الجمعية الشيخ عبدالله بن أحمد القرني، أن الخيمة معدة لإفطار أكثر من 500 شخص، كما وزعت الجمعية مجموعة من سلال البر الرمضانية المدعومة من مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية على المستفيدين المقيدين لديها وذلك عبر مستودع الجمعية الخيري بحي الغوث في العقيق. وأضاف القرني، أن سلة البر الرمضانية تضم مختلف احتياجات الأسرة من المواد الغذائية في رمضان، مفيداً أن عدد المستفيدين من الجمعية يفوق 1700 أسرة ما بين محتاجين وأرامل وأيتام ومعوقين وغيرهم من إخواننا المعوزين. فيما تنفذ جمعية البر الخيرية بمحافظة القرى العديد من المشاريع الخيرية خلال شهر رمضان المبارك تضمنت توزيع سلال غذائية ومبالغ مالية على المسجلين في الجمعية إلى جانب تنفيذ مشروع إفطار صائم في عدة مساجد بالمحافظة. وأوضح رئيس الجمعية صالح بن سعيد الزهراني أنه تم صرف أكثر من 700 ألف ريال للمستفيدين من الجمعية عبر صراف البركة. كما جرى توزيع نحو 700 سلة غذائية رمضانية، مفيداً أن مشروع إفطار صائم الذي تنفذه الجمعية في عدة مساجد بالمحافظة يستفيد منه أكثر من 350 صائماً. وفي مدينة الباحة، أودعت جمعية البر الخيرية أكثر من مليون ريال في حسابات المستفيدين منها من الأيتام والأرامل والمعوقين، وذلك عبر بطاقة صراف البركة التي تم تسليمها للمستفيدين مسبقاً. وأوضح مدير الجمعية علي بن محمد العاص أن هذا المبلغ يمثل الدفعة الثانية التي تقوم الجمعية بصرفها، مفيداً أنه تم توزيع العديد من السلال الغذائية على المستفيدين وبعض الجمعيات الخيرية بالمنطقة عبر مستودع الأمير محمد بن سعود الخيري، وتم كذلك تنفيذ مشروع إفطار صائم على عدد من المساجد والجوامع بالباحة. إلى ذلك، تقيم جمعية البر الخيرية ببني سار هذا العام بجامع بني سار الكبير إحدى تلك الموائد. وبين أمين الجمعية على الزهراني أنها تستوعب أكثر من 200 شخص من مختلف الجنسيات، وتشتمل وجبات غذائية متكاملة. والمتابع لهذه الحركة الروحية التي تعيشها بلاد الحرمين على امتداد الشهر الكريم يلمس ما تتركه موائد الإفطار من انطباعات طيّبة لدى المعوزين وضعاف الحال والمقيمين في هذا البلاد. ويؤكد محمد الزهراني" إمام جامع"، أن الخيام الرمضانية تعتبر من العادات الطيبة التي دأب المجتمع السعودي على إقامتها بجوار الجوامع الكبرى والمساجد في الأحياء، حيث يقبل عليها المسلمون لتناول طعام الإفطار في جو تسوده المحبة، مما يعطي نكهة خاصة للإفطار في رمضان بين إخوة مسلمين، تمثل مظهرا إسلاميا عظيما يشهده العالم كل عام.