احتل عشرات الباعة أرصفة منطقة العزيزية بالعاصمة المقدسة، حيث تكثر المراكز التجارية ومساكن المعتمرين، وحولوها إلى سوق كبيرة لعرض مختلف أنواع البضائع، مستغلين الوجود الكثيف للمعتمرين، خاصة مع بدء العطلة الصيفية، حيث يتوافد الزوار من شتى أنحاء المملكة. ورصدت «شمس» عبر جولاتها الميدانية أعدادا كبيرة من الباعة الذين يتاجرون بالسلع الرخيصة الثمن أمام مساكن الزوار والمعتمرين، مستغلين ضعف الرقابة من الأجهزة المختصة. وإلى جانب هؤلاء المفترشين فإن هناك باعة آخرين يعرضون بضائعهم داخل أحواض شاحناتهم الصغيرة «وانيتات ودينات». وتعد النسوة من بعض الجنسيات الإفريقية هن الأكثر انتشارا بين الباعة، ويبعن طائفة من السلع المتنوعة مثل الأقمشة والأحذية والمناشف وبعض المواد الغذائية «البسكويتات والحلويات وغيرها» وعلب المكياج والخردوات والإكسسوارات ولعب الأطفال، وغيرها من البضائع التي تكون في الأغلب ذات مواصفات متواضعة جدا. ويؤكد عدد من سكان العاصمة المقدسة والمترددين على منطقة العزيزية أن وجود الباعة الجائلين سبب كثيرا من المشكلات البيئية، حيث يلقون مخلفات البيع من أوراق وأكياس بلاستيكية، وغيرها على الأرض، بالإضافة إلى تعالي أصواتهم، وأحيانا مشاجراتهم مع بعضهم، ومضايقتهم للمارة الذين يجدون صعوبة في المرور وتجاوز بضائعهم الملقاة على الأرض. وقال كل من محمد المطرفي وعماد الجابري: إن البضائع التي يعرضها أولئك الباعة مقلدة ورديئة الصنع، لكنها تجد إقبالا من بعض المعتمرين خاصة من أصحاب الميزانيات المحدودة. وأضافا أن بعض الباعة يتحدثون مع المعتمرين بلغاتهم، وهو ما يشكل عامل جذب للمعتمرين الذين يجدون صعوبة أحيانا في التفاهم مع أصحاب المحال التجارية والدخول معهم في مفاصلات سعرية، كما أن الباعة يقبلون أي عملات أجنبية، وهو أيضا عامل آخر لجذب المعتمرين إليهم. وطالبا الجهات المختصة بسرعة التدخل وفرض النظام وإبعاد الباعة ومصادرة بضائعهم، خاصة الغذائية التي تكون في الغالب منتهية الصلاحية أو لا تصلح للاستهلاك بسبب تعرضها المستمر لأشعة الشمس المباشرة، ولظروف تخزين غير مناسبة. ويتوقع أن تزداد كثافة الباعة الجائلين خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي يجذب أعدادا كبيرة جدا من المعتمرين من كل أنحاء العالم، وهو ما يرشح استمرار الكثير من المشكلات وربما تفاقمها، نظرا لصعوبة الحد من عملهم، خاصة أنهم يخصصون أحيانا «مراقبين» للإفلات من حملات الجهات النظامية. من جهة أخرى، أكد الناطق الإعلامي بوكالة الخدمات بأمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري، أن الجولات على الباعة المفترشين قائمة ومستمرة من قبل فرق الأمانة الميدانية، مشيرا إلى أنه تم خلال الفترة الماضية مصادرة بضائع الباعة المفترشين بالميادين والطرقات، وهي على النحو التالي: 1014 وحدة خضار تالفة، و 2941 عبوة معلبات منتهية الصلاحية، و 3545 وحدة أعشاب إفريقية، و 11.140 حبة طبية منتهية الصلاحية .