ما أقبح السياسة عندما تكون قناعا تختبئ خلفه المصالح، ما أقبحها عندما تكون معاييرها مزدوجة وقيمها زائفة، ما أقبحها عندما يصبح الإنسان مجرد سلعة وشعار وأداة في يد تجارها!! تباد شعوب وتنتهك حرمات فلا تصحو الضمائر إلا على وقع المصالح، أشرعة تنشر ورياح تهب أينما اتجهت المصالح، عين تطارد قاتلا حتى لا تبقي عليه قطعة قماش تستره، وعين تعمي بصرها عن قاتل لم يبق قطعة قماش تستر جثث ضحاياه!! كم هو قاتل أن تكبل الأيادي وتقيد الأصابع وتربط الألسنة وتصادر المشاعر، ولا تعود تملك غير الأنين الخافت ليمزقك من الداخل على مشهد إبادة أخيك الإنسان في زمن العار الملطخ بالدماء، والشعارات المشبعة بالكذب، والسياسة المثقلة بالتناقضات!! لك الله أيها الإنسان الصامد في صومعة كرامتك.. لك الله أيها الإنسان المجاهد في سبيل حريتك.. لك الله أيها الإنسان المقاوم لسجن إرادتك، سيخلد التاريخ عارهم كما سيخلد تضحياتك، لهم الخزي ولك المجد!! وعندما يدون التاريخ عارهم فإنه سيميز بين القاتل والمقتول، لكنه لن يميز بين القاتل والمتفرج، فكلاهما شريكان في جريمة قتلك، اكتب يا تاريخ بحروف الحقيقة، ودون قصة العار فقد ينجحون في دفن قتيلهم، لكنهم لن ينجحوا أبدا في دفن عارهم!! [email protected]