هي شظايا تصيبك قد تنال منك وقد تجعلك أقوى .... إحباط , ظلم , قهر وغيرها من الهجمات الخارجية تصارع روحك وتؤثر بنفسيتك مما قد يجرك للتفكير بالانتحار أو الانتحار فعلا والذي انتشر في الآونة الأخيرة ... أنت موظف كفء ,ماهر وصاحب أمانة بدلا من أن تعتلي القمم نجدك منتحر السبب مجهول؟؟ ... أنت شاب تحب الحياة ,طموح ومفعم بالنشاط لكن رويدا رويدا تذبل فيعثرون عليك منتحرا لسبب مجهول؟؟ ... أنت رب أسرة بلا وظيفة تعيل عائلتك بجهدك الذاتي وعرق جبينك تتعرض للمضايقات وبسبب شدة الضغط تهرب من تحمل المسؤولية للتفكير بالانتحار ..؟ تتوقف كثيرا عند هذه الحوادث لتسال نفسك أين الإيمان والخوف من الله ؟؟؟ أجد أعذار كثيرة لكل من هرب من ضغوطات الحياة ليعتق عقلة من التفكير والهم ...؟ لكن مالا نعذره لماذا لم نحافظ على الأمانة التي وهبها الخالق لنا...؟ من الأسباب التي وجدت أنها الدافع المحفز لانتهاج سلوك مماثل هو التمسك بالقيم ...؟ لاني متمسك بقيمي فانا مضطر لان أعاني فمثلا لا أريد أن أكون مجاملا منافق لرئيسي في العمل لذلك أنا منبوذ من رؤسائي لاني أقول الحق... هذا النبذ قد يتطور ليصل لمحاربتي بوظيفتي ومحاولة إقفال باب رزقي فتجد رئيسك يتسلط عليك بلجان التحقيق ,العقوبات وحرمانك من ابسط حق من حقوقك سواء بترقية , انتداب أو دورة ... وبدلا من أن تجد مثل هذا المدير أو الرئيس في المحكمة الإدارية يحاكم على تسلطه تجده يعتلي مراتب النجاح درجة درجة ... تتحول روحك من مسالمة إلا حاقدة كثيرة اللوم والعتب هذا الانحدار يؤثر في أداءك وتتحول من موظف ناجح دؤب محب للعمل إلى موظف مهمل كثير التذمر فتتراجع للخلف بدل من أن تتقدم إلى الأمام...؟؟ لاني شاب طموح وأريد أن أسس مستقبل زاهر أتتبع أخبار الوظائف وأطارد الإعلانات لعلي أجد وظيفة تناسب طموحي وشهادتي ولاني لا أريد أن أقدم الرشاوى والواسطة وذلك لاعتزازي بقيمتي كانسان واني استحق هذه الوظيفة بدون تدخل من احد فهو ليس له فضل تجد المسارات تتعرقل أمامك وتتشابك لدرجة تكبل يديك وقدميك مما يثقل خطواتك ويذهب حماسك أدراج الرياح خاصة عندما تجد أن من يعطيك المصروف امرأة \"أم أو أخت\" ولان قيمتك كرجل ترفض هذا وتعتبره مذلة تنعزل عن العالم الخارجي فتغلق باب غرفتك وتبدأ باللوم والعتب وكره رؤية صورتك بالمرآة والتي شوهتها ظروف خارجة عن إرادتك...؟؟ هذا بعض من فيض قصص تحصل للأغلبية تؤثر بهم وتعيق إدراكهم مما قد يعطل التفكير السليم والذي هو أساس التصرف السليم ... الشخص الذي وصل لمرحلة التفكير بالانتحار يكون إنسان غير مسئول وقد لا يعمل من دماغه إلا الجزء القاتم الذي يحمل أفكار سوداوية مقيتة استعمرها الشيطان واخذ يحاربه بها حتى أدى به للتخلص من نفسه الغالية في لمح البصر ...!! لماذا المال هو المؤدي لهذا الطريق .... ما نستخرجه من القصص التي ذكرت يعيدنا لكتاب الله سبحانه وتعالى والذي ذكر فيه قولة تعالى: \"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً\" ... إذاً النفس والمال مرتبطين برابط وثيق لا يرى بالعين المجردة بل يفهم من مجرى الأحداث التي بدأت تطفو بمجتمعنا في الآونة الأخيرة ... في هذه الآية نهي صارم عن (المعاملات الناقلة التي لا تسوق المجتمع إلى سعادته و نجاحه بل تضره و تجره إلى الفساد و الهلاك، و هي المعاملات الباطلة في نظر الدين كالربا و القمار و البيوع الغررية كالبيع بالحصاة و النواة و ما أشبه ذلك.).. من الواضح أن التعميم كالتخصيص في هذه الآية من سلك مثل هذه الطرق في كسب المال قد تؤدي به للتهلكة فسبحان من وضع القواعد والأسس كتعليمات ونصائح رحمة منه لخلقة فهو اعلم منا بأنفسنا وما يؤثر بها ... فما أسس على باطل فهو باطل ..!! ولكي نسلط الضوء على المقصود بسباع في الأسر لنأخذ كلمة أسر ونحاول أن نحلل رمزها ..؟ الأسر هو جميع العوامل الخارجية التي تؤثر عليك فتحتجز روحك على سبيل المثال: 1-ضعف الوازع الديني والذي هو درع المؤمن لمقاومة عواصف الحياة العاتية. 2-تسلط من هم أعلا منك مرتبة كمدير أو ولي أمر وظلمهم لك. 3-عدم توفر فرص حقيقة لك حتى تجد طريقك الذي تطمح لعبوره وذلك بسبب انك لا تملك \"مالا أو واسطة\" 4-الديون وتكبيلها لك فتجد نفسك محاط بالمشاكل والتي لا تستطيع الهرب منها. 5-صدمات الحياة القاسية التي تعيدك لنقطة البداية في كل مرة تصل فيها لنصف طريق النجاح. 6-صديق السوء والذي لا يعينك على الثبات في مجابهة الرياح المحبطة بل يدلك لمكان قد يكون هو موقع هلاكك. 7-تشبثك العنيد بحبال قيمك الخاصة والتي من شدة ضغطك عليها قد تحرق يديك. 8-كرهك لوضعك الراهن والحمق الشديد على العالم اجمع مما يسير بك للانعزال . أما بالنسبة للسباع المراد بها هنا هي طموحاتك ومبادئك الخاصة والتي تعتز بها وتعتبرها ذات قيمة وحرمة لا يحق لأحد أن ينال منها .. كاعتزازك برجولتك .. حريتك .. إنسانيتك .. كرامتك .. وغيرها من القيم المبجلة .. فقيام أي شخص بالنيل منها يسبب لك الاضطراب وعند عجزك عن ردع هذا القهر تجد نفسك مأسور ومكبل لا يحله لك .. ليتسمم ذهنك بأفكار قاهرة مذلة تقودك لطريق وعرة خطرة وعند ازدياد الوعورة يزداد التسمم يعرقل إدراكك فتجد نفسك تمسك بسلاح أو أداة لتتخلص من اثر ووجع التسمم فتنهار إما بإدمان مخدرات أو انتحار والعياذ بالله..؟ والسؤال كيف أحرر سباعي من الأسر ..؟ 1-الإيمان بالقدر والرضا يريحك من عبء لوم الذات المرهق جسديا ونفسا. 1-التسلح بسلاح الصلاة والدعاء مع تغليفها برونق الاستغفار لتزهر حياتك من جديد قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) . 2-التصدق لو برغيف خبز فالصدقة مشروع تامين على الحياة لا يخسر أبداً .. 3-الأخذ بالأسباب فلا تستسلم بل ابحث وحاول أن تؤمن البديل سواء بوظيفة جديدة أو تجارة .. \"فالفشل مرة واحدة لا يعني الفشل دائما..\" 4-اعترف بنعم الله عليك وانك أفضل من غيرك بقول \" أنا أعيش كما أريد إذا أنا حر \" .. \" أنا أقف على قدمي إذا أنا بخير\" .. 5-استغل الفرص المتاحة \"أختك أو أمك تصرف عليك لماذا لا تحول مصروفها من ألف ريال في الشهر إلا عشرة ألاف بالتخطيط والتفكير السليم\"..؟ 6-اعد البهجة لحياتك من جديد بالتحدث أو السفر مع من تحب فلا تقاتل همك لوحدك وتسلمه تفكيرك.. 7-ارمي مفتاح غرفتك بعيدا حتى لا تقفلها وقت الأزمات فالتوحد خطر خطر .. وأخيرا إن أسدك لا يقدر عليه إلا الذي خلقة فلا تخف من احد أو تنهار عند منعطفات الحياة الخطرة وابتسم قدر الإمكان فأفضل علاج للإحباط والاكتئاب هو مجابهتهما والقضاء عليهما بذكائك الذي ميزك الله به عن سائر مخلوقاته كن شجاعا ولا تدع اليأس يأسرك بقفص مظلم طول حياتك..؟؟! شيخه السلطان