رحمكم الله آل عصفور مازالت حوادث السير تسحق أجساد أبنائنا وما زالت الطرق السريعة غير آمنة وما زالت الشاحنات تسير في الطرق السريعة بأيادي مرتجة و مازالت وسائل الأمن غير متوفرة وما زالت السيارات تصنع من ورق وبلاستيك ومازالت أنظمة السير غير مطبقة ومازال التطبيق معلق بالواقعية وما زالت اللجان تدرس الحلول وما زالت المستشفيات تستقبل الحالات ومازال المجتمع غير مدرك حجم الكوارث والطاحونة تسير والأرواح تزهق ولا من يستطيع ردها حتى وزير النقل ذهب في جولة لمراقبة الطرق فنجاه الله من حادث اليم . اختار المولى تبارك وتعالى المربي الفاضل الأستاذ محمد بن عبدالله العصفور وبعض أفراد أسرته ونقلهم إلى جواره في الملأ الأعلى إنشاء الله , جعلهم الله تحت ظل عرشه ومعه زوجته الفاضلة كانت خير معين له على نوائب الدنيا وهي بجانبه الآن واثنتان من بناته المحتشمات العفيفات من حفظة القرآن الكريم وطفله الصغير . رحم الله استأذنا الذي علمنا البسمة والبشاشة في الوجه , وعلمنا السماحة في التعامل وسعة الصدر , علمنا الصبر والتصبر ونشر الصبر في حال الضيم والظلم , كان يكرر عبارة الشعبية " أمر الله بسعة " يعني لا تتعسف الأمور خذ ما تريده من الله تعالى بالصبر والأناة والسماحة . ولذلك حقق كثيرا من أمنياته بهذه الصفات الجليلة الحلم ,والصبر ,والأناة , لم أعرف شخص مبتسم وبشوش الوجه مثل المرحوم " أبو عبدالله " كان يبتسم وهو في حال الغضب حتى انك لا ترى في وجهه الوضئ علامات الغضب عدا الحمرة الشديدة . انتقل إلى رحمة الله تعالى بأسرته الكريمة زوجته ذات الصيت الحسن والدعوة للخير والبذل والعطاء منقطع النظير وابنتيه النجيبتان حافظتا للقرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( من كان له ابنتان فأحسن إليهما كن له سترا من النار ) وابنه الصغير حيث ورد في الحديث ( أطفال المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة) .كانوا متوجهين إلى مكةالمكرمة للتقرب إلى الله , فعلم ما في قلوبهم ! فقربهم إليه أكثر وأكثر ,وهو القائل في محكم التنزيل وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) هنيئا له هذه المكرمة فقد انتقل من الدنيا الفانية إلى رحمة من الله ومغفرة بأحبائه وحبيباته .وقد ملؤا صحائفهم بالنيات الصالحة والأعمال المنجية . هنيئا له رفيقته في الجنة, وتاج الوقار ,وشفيع لهم جميعا ,ومن فضل الله عليه ترك له ذرية من بعده جعلهم الله من عمله الصالح حيث ورد في الحديث (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له) ألهمهم الله الصبر والسلوان وأحسن الله عزائنا فيكم . وستستمر معاهد الدراسات و مراكز الأبحاث واللجان المختصة وغير المختصة الأكاديمية والشعبية والسماسرة وشركات التشليح والسكراب , في وضع ضوابط الحد من استخدام السيارات والطرق في مشروع موت الفجأة الذي هو من علامات أخر الزمان كما أخبر به الرحمة المهداة . فؤاد العيسى