أي نظام في الكون يسعى إلى إدخال مطبقي بنوده إلى مرحلة اليأس هو نظام فاشل ويحمل بذرة فنائه في داخله، واختلافنا مع نظام ساهر في عقوباته وليس في وجوده. فهي عقوبات مادية لا تراعي حال المحيط الاجتماعي والاقتصادي الذي تطبق عقوبتها على أفراده، وليس لديها البدائل التي تقارب بين العقوبة وتنفيذها. ويبدو أن إدارة المرور ليس لديها الاستعداد لأن تفتح عينيها لمعرفة أن العقوبة المادية المتراكمة أوصلت الناس إلى مرحلة اليأس وعدم المقدرة على السداد. فإذا وصلت المخالفات المرورية إلى عشرات الآلاف فإن إدارة المرور ترفض جدولة هذه المبالغ المالية (على أشكال أقساط) وإنما تصر على أن يسدد المخالف كل شهر مجموعة من المخالفات ربما تفوق ميزانيته الشهرية وهذا ما لا يعني إدارة المرور. كما أن رفض إدارة المرور جدولة تلك المخالفات (ودفعها أقساطا) يضر بصاحب العقوبة، حيث يظل سجله متوقفا مما يعني محاصرته في كل الدوائر التي له معاملات فيها، وهذا حكم قرقوشي، فإذا قلت لك إنني لا أستطيع دفع مخالفة أربعين أو خمسين ألفا تقول: إذا مت، يغدو هذا غير منطقي. وإذا كان نظام المرور (الجديد) يرفض إيقاف المتعثر عن السداد جسديا (أي السجن) فهو سجنه سجنا مضاعفا بتعطيل جميع شؤون حياته. وإذا صدق الخبر أن البعض وصلت قسائمهم إلى مائة ألف أو تزيد، نريد من إدارة المرور نشر رسوم قسائم مخالفاتها، فلو أن المرء يوميا له مخالفة بثلاثمائة ريال (وهذا مستحيل) فلن يصل في السنة إلى مائة ألف ريال، فهل هذه القسائم مازالت تسير على طريقة (التدبيل) مما يجعلني أذهب بمخيلتي إلى (دبل البلوت)، وأصول هذه اللعبة أن تتريث قبل (التدبيل) أما أن (التدبيل) في كل حين فسيقال عنك: يا غشيم. فهل إدارة المرور (غشيمة) بأحوال وأوضاع الناس؟ [email protected]