نكتب عن النظام المروري (ساهر) ونساهم بالمطالبة بغربلته ليخرج للناس بصورة تضمه إلى بقية القوانين التي يدفع الناس غراماتها أو تطبق عليهم عقوبات المخالفة .. ولم نصل يوما إلى مرحلة أن تكون تداعياتها الاعتداء وإطلاق النار والقتل ، نريد عقوبات حقيقية وملموسة لتحل محل الغرامات عقوبات قاسية وصارمة مثل سحب رخصة القيادة والسجن ، وبدائل السجن ، حتى نصل إلى نسبة معقولة (باجتثاث) نزعة استباحة الدماء تحت مبرر السرعة وقطع الإشارة. ولطرح استشكال اليوم نعود للتذكير بطريقة عمل ساهر ، إذ ترصد المخالفة آليا من الكاميرات للمركبة المخالفة ، وترسل صورة لوحة المركبة المخالفة (لقطع الإشارة أو السرعة) إلى مركز معالجة المخالفات .. يتم إصدار المخالفة وسدادها عن طريق نظام (سداد) لدى البنوك المحلية. ** بعد فتوى سماحة مفتي السعودية بعدم جواز تدبيل مخالفات ساهر ، تداول الناس عبر وسائل الإنترنت المعلومة التالية وتفيد (باستحداث مكتب مخصص لإلغاء تدبيل المخالفة المرورية) ، في ما يسمى مكتب (تسوية المخالفات) متوفر في أي فرع للمرور وبمراجعته يلغى التدبيل..!! ** إن كانت هذه حقيقة وليست إشاعات فهل أعلنت ويعلم الجميع بها ، لم نشهد على الإعلان ، وأتوقع أن هذه الخطوة تنتج لنا فريقين ، من هو مؤمن بالتدبيل كعقوبة سيطالب (معنا) بتوفير قرارات ردع بديلة حتى لا يتوقع من يطالب بإلغاء التدبيل أنه انتصر على هيبة القانون وأن معارضة القوانين هي الأسلوب الأمثل للتنصل من المسؤولية الوطنية والاجتماعية والإنسانية .. ويحدث الفراغ العقابي فلا تدبيل ولا عقوبات صارمة ومجدية. ** إذا كانت عقوبة المضاعفة لم تلغ فلابد من العمل على إيجاد حلول وتحديث فكرة العقوبات وجعلها قاعدة لها استثناء ، المخالف مئة مخالفة غير المخالف بالصدفة أو بدون تعمد أو لمرة واحدة .. الرجل المسن غير الشاب المتهور المستهين المستمتع بالانحرافات السلوكية في الطرقات العامة ويستحق الردع. ** عدم الإعلان عن مكتب تسوية المخالفات (إن وجد) .. تصرف غير عادل ولا يساوي بين من تلغى عنه المضاعفة ومن يدفع عن طريق سداد وبين من يعلم ومن لا يعلم ، ووجود متحدث رسمي ينشط بالتعريف في ساهر واختفاؤه أثناء طرح الناس أسئلتهم له دور في الأحداث الدامية والاعتداءات على العاملين في تشغيل مركبات ساهر. **هذا النظام عمل بشري واجتهاد محمود ، خطوات تطويره وغربلته بحكم حساسيته وقربه من منطقة حقوق الناس وحقن الدماء تجعله حديث المجالس ، وإشاعة أو معلومة أو قرار مثل (توفر مكتب لتسوية المخالفات) يحتاج شجاعة إعلانه وإبلاغ الناس لفك الاحتقان ، وتوفير البدائل العقابية لردم الفجوة التي أحدثها التطبيق العشوائي وغير المدروس. ------------------------------------------------------------- شبرقة : للتوضيح فقط كلمة (تدبيل) كلمة عامية أطلقها العامة وأستخدمها الجميع .. ولا تنطبق على الإجراء المتبع على الإطلاق .. فحتى نكون منطقيين ومصطلحاتنا متفقة مع نص النظام ووعي وثقافة المجتمع .. فإن لكل مخالفة (بنص نظام المرور) حد أدني من الغرامات وحد أعلى .. فإذا لم يتم تسديد المخالفة خلال شهر من إشعار مرتكب المخالفة بإيقاع مخالفة مرورية في حقه فإن الغرامة ترتفع إلى حدها الأعلى (وهذا ما نرفضه جميعاً) ولكن التوضيح للمصطلح فقد .. فهذا ليس مضاعفة (تدبيل) إذ أن غرامة ما قد يكون قدر حدها الأدنى (300 ريال) وحدها الأعلى (500 ريال) ما يجري ليس مضاعفة وإنما إنتقال من الحد الأدني إلى الحد الأعلى (وهو ما نتفق جميعاً على ضرورة إلغاءه) والتأكيد على ضرورة بقاء الغرامة في الحد الذي صدرت به إلى أن يتاح للمخالف التسديد حسب ظروفة وإرتباطاته .. لأن رفع المخالفة إلى الحد الأعلى بعد شهر إنما هو مخالفة إضافية وإجراء عقابي على قلة ذات يد المخالف ولا علاقة له بالمخالفة المرورية مطلقاً.