تتصاعد في سوق السيارات المصدومة بين الحين والآخر قضايا احتيال من قبل بعض أصحاب المركبات من أجل الحصول على مبالغ من شركات التأمين عبر بعض الحيل التي سرعان ما يكشفها الحاسوب، وفي ورش السيارات في مختلف أنحاء المملكة ثمة من يحاولون تمرير ألاعيبهم ومنها شراء سيارة مصدومة ومن ثم يتعرض صاحب المركبة لحادث بسيط ويحاول تحميل الطرف الآخر مسؤولية الحادث بدون وجه حق. ولأن التحايل في بند حوادث السيارات ليس وقفا على منطقة معينة ،فإن «عكاظ» التقت رئيس طائفة ورش السيارات في محافظة جدة كمال بن عبدالقادر العيتاني والذي كشف أن هناك الكثير من الخروقات تحدث من قبل أصحاب السيارات المصدومة غير أن هناك عيونا تكشف مثل هذه الألاعيب وتضع الأمور في نصابها الصحيح. في البداية، قال العيتاني إن لديهم لجانا لتقدير الحوادث تستقبل ما يقارب من ثمانية آلاف سيارة شهريا بما يعادل (100 ألف سيارة سنويا) يقوم بالكشف عليها وتحديد أضرارها فريق عمل مكون من موظفين مختصين من رئاسة الطائفة وعدد من الورش المعروفة في جدة وجميعهم من السعوديين المؤهلين. واستطرد: العدد المهول من السيارات ليست جميعها حوادث مرورية فقط ولكن هناك أحيانا خدوش أو احتكاكات بسيطة ويرغب مالك المركبة في معرفة قيمتها لاستحصالها من شركات التأمين. وأضاف أن الآلية تتم من خلال مخاطبة مرور جدة لنا بموجب أوراق رسمية حيث يتم إيصال السيارة إلينا ومن ثم نقوم بعرضها على فريق العمل والذي يضع التقدير المناسب للسيارة ويعيد الأوراق برفقتها المرئيات والمبالغ المترتبة على حوادث تلك السيارات. إيقاف التلاعب وكشف العيتاني عن بعض محاولات التلاعب والحيل مشيرا إلى أن اعتمادهم على برنامج إلكتروني حاسوبي أوقف العديد من تلك التلاعبات ويقول: البعض يشتري سيارة مصدومة مسبقا ثم يتعرض لحادث بسيط ويحاول تحميل الطرف الآخر في الحادث مسؤولية الحادث القديم والجديد إلا أن خبرة الورش المشاركة معنا في التقييم تكتشف تلك التلاعبات سواء من خلال وجود المعجون القديم أو من خلال قطع الغيار القديمة. كشف الحيلة واستطرد: من ضمن التلاعبات قيام البعض بتقدير السيارة مرتين متتاليتين حيث سبق أن حضر أحد المواطنين بسيارته المصدومة قبل خمسة أشهر وطلب تقديرها لأخذ المبلغ من شركة التأمين وعاد الأسبوع الماضي بنفس السيارة مطالبا بتقديرها مرة أخرى إلا أن تسجيل السيارة في البرنامج الحاسوبي لرئاسة الطائفة كشف الحيلة وتم تحويله للجهات المختصة. إحراق سيارة ولا ينسى رئيس الطائفة قصة إحراق إحدى السيارات من قبل مالكها بعد أن رفضت لجنة التقدير الاقتناع بأن سياراته متضررة من السيول ويقول: خلال أيام السيول قمنا بمضاعفة العمل لاستقبال المتضررين بتوجيه من الدفاع المدني وتقدير أضرارهم مجانا، وفوجئنا بمواطن يأتي بسيارة جيب قديمة ويصر على دخول السيل إليها وبعد الكشف عليها وجدنا بأن الماكينة والجربوكس لم يصله الماء وقررت اللجنة عدم تضررها وحين أخبرناه سار بسيارته للشارع المقابل ووضع في داخل الماكينة ماء وعاد مطالبا إدراجها ضمن السيارات التالفة ولكن من حسن الحظ أن أحد الأعضاء شاهده حينما قام بفعلته وقام بتصويره حينها ورفض تقدير سياراته فما كان منه إلا أن وضع سيارته في منتصف الشارع وأشعل فيها النار واضطررنا إلى الاستنجاد بالدفاع المدني الذي هبت إحدى فرقه لإطفاء النار بكل سريع. برنامج حاسوبي وكشف رئيس طائفة صيانة السيارات عن بدء التنسيق مع مرور جدة لتركيب برنامج حاسوبي يربط بين الطائفة وأقسام الحوادث للاستفادة من تبادل المعلومات بين الطرفين بما يحقق الصالح العام، مشيرا إلى أنهم بدأوا بتصوير كافة السيارات المقدرة لديهم لمساعدة المواطن على ضمان حقوقه في حال رفضت شركات التأمين تعويضه إذا أصلح سيارته دون الرجوع إليهم. لجان الصلح وعن إمكانية إيجاد آلية لحل الخلافات التي تطرأ بين المواطنين وأصحاب الورش قال: هناك لجان صلح تعمل منذ ثلاثة أعوام تقريبا حيث تتم مخاطبتنا من قبل ديوان المظالم والمحاكم الشرعية وأقسام الشرط بغرض حل الإشكاليات التي تطرأ في ذلك الخصوص، واستقبلنا خلال الأعوام الثلاثة ما يقارب ال1200 قضية تقريبا ونجحت اللجان في حل 85 في المائة منها دون العودة إلى المحاكم وفي حال رفض أحد الطرفين الحل نعيد القضية إلى المحكمة وبرفقتها مرئيات اللجنة المشكلة من خبراء في صيانة السيارات. وحول وجود العديد من ورش السيارات المخالفة في جدة قال رئيس الطائفة: هناك حوالى 20 ألف ورشة سيارة في جدة وهناك جهات رقابية تعمل على التأكد من نظاميتها ولكن المشكلة تكمن في تواجد بعض ورش النجارة بجوار ورش القطن أو المواد السريعة الاشتعال ولذلك نشاهد الحرائق من الفينة للأخرى ولابد من إيجاد حل عاجل لهذه المشكلة. سحب التالفة وعن كثرة السيارات التالفة والمتناثرة بين الورش قال: أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبوراس زار منطقة الصناعية الشمالية خلال الفترة الأخيرة عدة مرات ووجه بضرورة تكثيف النظافة وإعادة السفلتة وسحب السيارات الملقاة هناك بعد إنذار أصحاب الورش ونعمل حاليا جنبا إلى جنب الأمانة لتفعيل تلك التوصيات. تدريب السعوديين وكشف العيتاني عن الانتهاء للتو من تدريب 12 شابا سعوديا على تقدير الحوادث داخل رئاسة الطائفة وقال: في إطار سعينا لخلق فرص وظيفية جديدة للشباب فتحنا المجال للشباب السعودي الراغب في العمل مقدرا للحوادث وتم تدريبهم على مدار ثلاثة شهور بمكافأة شهرية تصل إلى 1500 ريال من خلال التطبيق الميداني داخل مقر تقدير الحوادث لدينا حيث انضم إلينا نخبة من الشباب السعودي منهم خريجو الكليات الهندسية وقانونيون وغيرهم ويمكن لهم الآن الانضمام لأي شركة تأمين برواتب لن تقل عن ستة آلاف ريال. واستطرد: نقوم حاليا كذلك بحصر الشباب السعودي العامل في ورش السيارات في جدة ولازلنا في طور الحصر. وناشد رئيس الطائفة وزير العمل افتتاح معاهد متخصصة في ورش التنجيد والدهان والسمكرة وقال: لا توجد أي معاهد متخصصة في تلك المهن الهامة للغاية وهناك أرض بمساحة أربعة آلاف متر مربع خصصتها لذلك أمانة جدة ونأمل من الوزارة التفاعل لتوفير خدمة جليلة للشباب السعودي الراغب في الاتجاه لتلك المهن التي يسيطر عليها الوافدون في مختلف الورش.