كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن خطورة مولدات وغرف وأسلاك الضغط العالي في تفشي السرطان وحالات الإعاقة الجسدية خصوصا بين الأطفال وتعرضهم للصعق الكهربائي حينما تدفعهم براءتهم للعب في غرف الضغط العالي المنتشرة في مختلف المناطق. وفيما أكدت الشركة السعودية للكهرباء عدم التوصل إلى دليل قاطع على أن المجالات الكهرومغناطيسية وحدها وراء الإصابة بالسرطان، طالب عدد من المواطنين الاستغناء عن الأبراج والاكتفاء بدفن خطوط الضغط العالي تحت الأرض وتغطيتها بالمطاط والبلاستيك وذلك لتجنب خطرها. إلى ذلك، يقول فهد السويلم «يعيش الأهالي في خوف على أطفالهم من خطر الصعق الكهربائي، بسبب لعبهم بالقرب من المولد والقاطع الكهربائي»، مشيرا إلى أن غرفة المولد الكهربائي ظلت مفتوحة بدون أبواب، دون أن يهتم المسؤولون بإنشاء أسوار حديدية حول المولد والقاطع، مطالبا شركة الكهرباء بسرعة وضع أسوار وغرفة خارجية للضغط العالي قبل وقوع الكارثة. وبين مواطن آخر أنه تقدم بشكوى لإدارة الشركة السعودية للكهرباء لإزاحة عمود للضغط العالي من أمام منزله في حي الورود، وقال «عمود الضغط يشكل خطرا جسيما على أبنائه، خصوصا أن أسلاك الكهرباء قريبة جدا من الأرض وبإمكان أي طفل عابر أن يمسك بها، ما يعرضه لخطر الصعق الكهربائي»، مبديا استغرابه من تجاهل الشركة لهذا العمود ليستمر بقاؤه بهذا الشكل مشكلا خطرا جسيم. من جانبه، تحدث مواطن عن حادثة وقعت في فترة ماضية لشاب وشقيقته وخادمتهم لقوا حتفهم جميعا إثر تعرضهم لصعق خطوط الضغط العالي المجاورة لمنزلهم، فيما تعرض طفل في الحادية عشرة من عمره لحروق في يده جراء الصعقة عندما كان متواجدا في الموقع. وقال «كان الشاب يعتلي سطح المنزل في محاولة منه لتثبيت ماسورة وضع في رأسها لاقط لجهاز الاتصال اللاسلكي، وطلب المساعدة من شقيقته، وما إن صعدت الفتاة 16 سنة السطح طلب شقيقها أيضا استدعاء الخادمة لمساعدته في تثبيت الماسورة التي تجاوز طولها سبعة أمتار، وعند تركيبها مالت بسبب طولها إلى خطوط الضغط العالي الواقعة على مسافة قريبة من سطح المنزل، وتسبب اتصال هذه الماسورة بخطوط الضغط بصعقهم جميعا وتفحمهم في المكان نفسه. ومن جهة أخرى، يربط بعض الأهالي بين أمراض السرطان التي تصيب بعض أفراد أسرهم وبين مساكنهم التي تعلوها أبراج وأسلاك الضغط العالي، ويستندون في ذلك إلى أن تلك الأمراض لم تكن معروفة لديهم من قبل أن تأتي إليهم تلك الأبراج وأسلاكها من فوقهم. وشكا مواطن آخر من من الأضرار التي لحقت بأفراد أسرته بسبب الضغط العالي يقول «معظم الناس ومنهم الساكنون بالقرب من الضغط العالي يجهلون أضرارها، وأطالب الجهات المختصة بنشر الوعي للمجتمع للتقليل من الأضرار»، وأضاف «أول إصابة كانت لوالدتي التي توفيت قبل سنتين بورم سرطاني في المعدة، وجرت معالجتها في مستشفى قوى الأمن في الرياض وأخذت العلاج الكيماوي، وبعد أن عانت من مضاعفات العلاج الكيماوي أصيبت بضعف في عضلات القلب نتجت عنه الوفاة»، لافتا إلى أن الحالة الثانية لابنته ذات التسع سنوات هي الأخرى جاءت بفعل هذه الموجات، وهي عبارة عن ورم في الحوض الأيسر شخص ب«غرن ايوينغ» ثم تمكن منها المرض الخبيث وانتشر في الرئتين وما زالت تتلقى العلاج الكيميائي حتى الآن، وأدخلت العناية المركزة عدة مرات. ويتهم مواطن آخر شركة الكهرباء باستغلال صغر سنه في الماضي لتمرير الضغط العالي من فوق سطح منزل والده المتوفى، وقال «عند اعتراضي حينها كان صك الملكية في المحكمة، خيروني بين الرحيل من المنزل، أو التنازل ولأنني كنت صغيرا قبلت بالخيار الأخير»، خصوصا أنه حينها لم تكن لدي وكالة شرعية حتى يقبل تنازلي الذي رفض من قبل الورثة فيما بعد». وكسابقيه يربط بين أمراض أبنائه وبين مضار الضغط العالي ومن ذلك ثقب في القلب لإحدى بناته منذ الولادة (عمرها الآن 18 سنة) وإصابة شقيقتها الأخرى بتقوس في الظهر واعوجاج في الرجل. وأشار أحد المواطنين إلى أن الحل المناسب لتجنب الأضرار الناجمة عن خطوط الضغط العالي هو «الاستغناء عن الأبراج والاكتفاء بدفن خطوط الضغط العالي تحت الأرض وتغطيتها بالمطاط والبلاستيك، وهذا لا يكلف شركة الكهرباء كثيرا، وهو إجراء أفضل بكثير من أن يفقد المجتمع أحد أبنائه الأبرياء أو أن يتعرض لإعاقة أو أي تشوه»، مطالبا وسائل الإعلام بتوعية المواطنين بالمخاطر الناجمة عن السكن بالقرب من أبراج ومحطات وخطوط الضغط العالي. من جهتها، أكدت الشركة السعودية للكهرباء أنه لم يتم التوصل إلى دليل قاطع على أن المجالات الكهرومغناطيسية وحدها يمكن أن تسبب الإصابة بالسرطان أو تكون السبب الرئيس المؤدي للإصابة أو المهيجة للإصابة بالسرطان، مشيرة إلى أن هذا الموضوع يحظى باهتمام كبير من الباحثين، وأجريت دراسات مسحية وحقلية ومخبرية في عدد كبير من الجامعات ومراكز البحوث حول العالم. وأوضحت الشركة في بيان «أن شدة المجالات الكهرومغناطيسية خارج منطقة مسار خطوط الضغط العالي تكون منخفضة جدا وأقل بكثير من المجالات المغناطيسية الناتجة من استخدام الأجهزة الكهربائية في المنازل وعلى مسافة قريبة من الإنسان مثل مكائن الحلاقة والمكانس الكهربائية ومجففات الشعر وغيرها»، مؤكدة أنها تطبق المواصفات والمقاييس العالمية عند إنشاء مرافقها حرصا منها على صحة وسلامة الجمهور وسلامة مرافقها.