تسطع في حراك الأحداث اليومية بين الحين والآخر تداعيات الخروقات التي تحدث في دور الملاحظة الاجتماعية ومنها قضايا تتعلق بإصابات النزلاء بالأمراض وتندرج السيناريوهات لتصل إلى حد القضايا الأخلاقية. لكن السؤال الذي يعلن عن نفسه يتمثل في أسباب حدوث مثل هذه القضايا وهل نزلاء دور الملاحظة ضحايا أم أنهم يحاولون العثور على طاقة يخرجون بها ما في أنفسهم. وتواصلا مع ما نشرته «عكاظ» على مدى الأيام الماضية عن تداعيات إصابة نزلاء في دار الملاحظة في أبها بمرض نقص المناعة الإيدز، واتهام يتيم أحد الأخصائيين باغتصابه في إحدى دور الملاحظة الاجتماعية، وفي هذا الصدد دافعت وزارة الشؤون الاجتماعية أمس عن الأخصائي الاجتماعي الذي اتهمه حدث (13 عاما) باغتصابه بينما كان نزيلا في إحدى دور الأيتام، ورفض مصدر مسؤول تلك الاتهامات التي أطلقها الطفل، واستبعد قيام الأخصائي بمثل هذه التصرفات، مبينا أن المتهم يتجاوز عمره ال 50 عاما ومتزوج ولديه خمسة من الأولاد والبنات إحداهن متزوجة. اتهامات باطلة وذكر المصدر، أنه من واقع تجربة عمله الطويلة في الدور الاجتماعية فقد عايش كثيرا من مثل هذه الحالات التي يتحدث فيها نزلاء وأطفال عن تعرضهم للضرب، أو الإيذاء واستيائهم من عاملين في الدور وأخصائيين، مشيرا إلى أن أغلب تلك الاتهامات توجه ضد عاملين بارزين يؤدون عملهم بكل أمانة وإخلاص، مرجحا أن يكون الحدث الذي يتهم الأخصائي باغتصابه، والذي تناولت «عكاظ» قضيته في عدد أمس، غير ناجح دراسيا. وأسهب المصدر في الحديث عن تعمد بعض نزلاء الدور من الأحداث والمراهقين تلفيق اتهامات والإساءة إلى مراقبين وأخصائيين في تلك الدور، ولا سيما بعد صدور نتائج طلاب نزلاء الدور في نهاية العام الدراسي. واتهم بعض الأحداث والمراهقين في تلك الدور بقصد اتهام العاملين الذين يحرصون على أداء مهامهم الوظيفية بكل صدق وأمانة. تناقض التصريحات وفي أبها ما زال الغموض يلف قضية إصابة 15 نزيلا في دار الملاحظة الاجتماعية بفيروس مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز، ففي الوقت الذي خرجت فيه الشؤون الصحية في عسير من صمتها وأكدت سلبية الفحوصات التي أجريت للنزلاء ما زالت الشؤون الاجتماعية في المنطقة تصر على أن النتائج لن تظهر قبل يوم غد (السبت). يشار إلى أن هذا التناقض في التصريحات يكشف أن هناك حلقة غائبة في تداعيات قضية الإيدز في الدار. نتيجة سلبية وكانت الشؤون الصحية في منطقة عسير خرجت عن صمتها، حيث تلقت صحيفة «عكاظ» خطابا من مدير دار الملاحظة الاجتماعية في أبها بالإنابة خالد إبرهيم محمد العاصمي أوضح فيه أنه فور نشر الصحيفة لخبر حالات الإصابة بفيروس الإيدز وسحب العينات من النزلاء، فقد بذل الجهد والاهتمام الكبير للتأكد من صحة ما نشر وعلى اعتبار الاهتمام الكبير والتي توليه الجهات المختصة بوزارة الصحة بهذا الشأن، فقد تم التواصل الفوري والعاجل مع إدارة الشؤون الصحية في عسير والتي وردت إفادتها أنه تم فحص جميع العينات بالمختبر المركزي لديهم وأثبتت سلبية جميع العينات. ورغم تأكد مدير عام الشؤون الاجتماعية في عسير سعيد بن موسى في محادثته مع المحرر (مسجلة) أنه تم إرسال مندوب من الشؤون الاجتماعية بعسير إلى المختبر إلا أنهم أفادوه أن نتائج فحص العينات لن تظهر قبل يوم غد السبت ما يؤكد أن هناك تناقضا وتضاربا في التصريحات. وفي منطقة نجران، فإن هموم نزلاء دار الملاحظة مغايرة، حيث إنهم يعيشون في مبني مستأجر يقع داخل حي المخيم في نجران. وحاولت «عكاظ» أمس التعرف على ما يدور خلف جدران هذه الدار ولكن وجدت الكثير من العراقيل، حيث لم يسمح لها بالعبور من البوابة الرئيسة، كما أن منطقة نجران تفتقر إلى وجود دار للملاحظة خاصة بالفتيات. من ناحية أخرى، لا زالت قضية جلد يتيمات في دار الفتيات في المدينة تتداعى في الذاكرة ورغم ذلك ما زال مدير فرع وزارة الشؤون الاجتماعية في المدينةالمنورة يصر على تعميق الفجوة بين إدارته ووسائل الإعلام، حيث أبدى رفضه القاطع في التجاوب مع «عكاظ» أثناء زيارة لدار التربية الاجتماعية في حي النصر وسط المدينةالمنورة، قبل أن يعود ويطلب خطابا رسميا للسماح بالالتقاء بالأيتام ورصد أوضاعهم والخدمات والبرامج الموجهة إليهم من داخل الغرف التي يقطنها الأيتام في الدار التي مضى على إنشائها 50 عاما، ولم يجد مدير فرع الوزارة بدا من التحجج باجتماع لينهي المكالمة لتظل أسوار الدور الاجتماعية موصدة أمام الجميع يصعب الولوج إليها إلا بإجراءات بيروقراطية تبدأ وتنتهي بإذن المدير.