«عطني المحبة.. كل المحبة واعطيك حياتي» ليست مجرد واحدة من اجمل اغنيات الراحل طلال مداح، بل هي منعطف هام في مشواره، بداية من كونها اول عمل غنائي له مع الامير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، الى كونها اغنية المنعطف ايضا في مسيرة طلال الجماهيرية في مسرح التلفزيون الذي كان الانطلاقة الحقيقية له بعد العقد الاول له مع الاغنية. اما صناعة هذا العمل وكيف تمت عملية الولادة الطبيعية لها فكانت كالتالي: في مطلع السبعينيات الميلادية كان حي الكندرة يضم بيوتا متجاورة لكبار فنانينا، منهم؛ فوزي محسون ومحمد علي سندي اللذان كانا اقرب متجاورين بين المجموعة حتى ان بيتيهما كانا متشابهين ايضا، الى جانبهما بيت سراج عمر، ابتسام لطفي، وحسن تمراز، وفي عمارة العزوبية بجوارهم كان يسكن شاعر الاغنية؛ ابن الطائف يوسف رجب الذي عاد اليوم الى طائفه المحبب الى قلبه حيث كتب اجمل اغنياته. نعود لأغنيتنا.. يقول سامي احسان: كنا في كل ليلة تقريبا.. طلال مداح، محمد عبده، سراج عمر، وعبادي، جميل مبارك، مهنا ساعاتي، وحسين فرج نلتقي في بيت فوزي محسون حيث يبدأ تواترنا منذ بعد المغرب مباشرة. في يوم ما جئت قبل المغرب لألتقي فوزي وحيدا ويقول لي «الوالدة اليوم ما هي في، وشوف طلال جالس يدندن، عنده فكرة وشغلة جديدة ومحتل غرفتها ما يبغانا معاه». يقول سامي مواصلا: دخلت عليه، ومذ رآني رحب وقال لي «تعال امسك الايقاع معاي»، وكانت تلك اللحظة التي ولد فيها لحنه لأغنية عطني المحبة، وكنت اول من يمسك الايقاع لطلال فيها، وخلال ساعات كان طلال قد اعاد العزف عليها معي، ثم «دفنا الميت».. قلت ماذا يعني هذا، قال سامي: في تلك الايام كل منا يخاف على فكرته الجديدة، وعندما اكتمل اطار اللحن وأنا معه دفن الفكرة بآخر تسجيل لها والمكتمل بكل كوبليهاتها، وعندما اتى الجميع وفوزي يتحدث عن شيء جديد لدى طلال انكر طلال ذلك كي لا يطالب بإسماعهم اللحن الذي كان مفاجأة مسرح التلفزيون في تلك الفترة. والذي يلاحظ بتركيز اكثر، يجد ان الروح الفنية الجماعية لتلك الاسماء تصنع انغاما متبادلة ودفينة في ما بينهم، سيما وجميعهم ملحنون، ودليل ذلك تأثير فوزي على المجموعة إذ إن نغمة طلال الموسيقية في جملة بدر بن عبدالمحسن «واغلى الاماني.. عاشت في غربة»، هي نفسها في لحن سراج لطلال «اسمع حياتي»، هي نفسها المؤصلة في معظم الحان فوزي وطلال وسراج. عطني المحبه.. كل المحبه.. عطني الحياه عطني وجودي.. ابغى وجودي.. اعرف مداه سمعني كلمه فيها حنانك تفرش دروبي فرحه عشانك واغلى الأماني.. عاشت في غربه يا عمر ثاني.. عطني المحبه.. المحبه عطني في ليل اليأس شمعه.. وبسمة نهار عطني في ضياع العمر دمعه.. وسكه ودار واعطيك امل بالحب غالي.. يصعب على غدر الليالي واغلى الأماني.. عاشت في غربه يا عمر ثاني.. عطني المحبه.. عطني المحبه.. كل المحبه.. واعطيك حياتي اللي بقى لي .. واللي مضى لي.. مع ذكرياتي املا شعوري.. بالحب مره.. ابغى هواكم حلوه ومره.