الصحف تتفاعل مع أخبار السحر والمشعوذين وما تقوم به وحدة «مكافحة السحر» من نشاط مذهل يزود الصحف يوميا بأخبار القبض على السحرة أو سحر تم العثور عليه ملقى على الأرض أو مخشوشا في ركن من الأركان .. وهو جهد جبار لو بذل في فعل له عائد مجد لعم الخير على البلاد. ولا أعرف هل وسائل الإعلام حينما تقوم بنشر هذه الأخبار هو نوع من إظهار رقة حال وعقول من يركض خلف السحر أو خلف من يبطله أم هو إيمان إعلامي يضاعف تغذية المجتمع بثقافة السحر وتعطيل قدرات الناس بهذه الحجة لينطلق كل واحد بالقول: مسكين فلان مسحور أو مسكينة فلانة مسحورة ثم الدوران في كل الاتجاهات للبحث عمن يبطل ذلك السحر. ونحن بهذا نخلق حالة مرضية للأسف غدت معممة في كل بيت ومدينة. ولو قرأتم خبر الأمس عن أن وحدة مكافحة السحر في تبوك تقول إنها أبطلت أعمال سحر استخدم فيها مشعوذ رأس ذئب نافق بقصد الإضرار بإحدى العائلات المجهولة. وقال مواطن عثر على رأس الذئب في مكان منعزل إنه سلم الأداة المستخدمة في الشعوذة لرجال وحدة مكافحة السحر في هيئة تبوك حيث تم تحرير الأسرة من فك الذئب. وبحسب المعلومات فإن الهيئة لم تستدل على الأسرة المستهدفة، ومع ذلك عملت على إبطال السحر حيث عثر مع الأداة على ملابس نسائية مستخدمة. الخبر يدعو إلى تبرع الناس بحمل الرؤوس النووية (حاملة السحر) لكي تقوم الوحدة بتفكيكها على أكمل وجه. ويمكن لنا أن نسأل هذه الوحدة .. طيب ولو كانت العائلة المقصودة وافدة وسافرت إلى بلدها فهل تفكيك ألغام السحر ستجدي أم أن التفكيك محلي! والذي أعرفه (وقال به علماء كبار) أنه بعد نزول سورتي المعوذات لم يعد هناك سحر ومع الجدل القائم بوجوده كاستمرارية وأنه لم ينقطع لا يجب تشبيع المجتمع بكل هذه الأخبار التي تجعل المرء مهلوسا شاكا مهزوزا باحثا عن أناس وليس لاجئا إلى رحمة الله. والأهم أن مقدرات الله شاملة وليست ذات مناطقية أو فئوية؛ بمعنى لو أن السحر هنا فهو موجود أيضا في أمريكا وفي اليابان وفي ألمانيا فلماذا لم تخصص وحدات كومندوس في تلك الدول للبحث عن الرؤوس السحرية، لماذا نحن من ننقب عليه لاستخراجه، هل هو ثروة أم معيق لقدرات البشر.. السؤال: ماذا فعلنا لنخرج أمراض عقولنا ونتعافى كباقي الأمم؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة