تحولات كبيرة تشهدها بنت الجبل وأخت القصيد كما يحلو لأهلها تسميتها، مدينة حائل، طيلة السنوات العشر الأخيرة، منذ تولي الأمير سعود بن عبدالمحسن بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله . فبعد أن ارتبطت حائل بكريم العرب حاتم الطائي قبل 1400عام، وعرفت على مر التاريخ بمدينة الكرم وملتقى القوافل الإسلامية، عادت مع النهضة الزراعية وتحولت أراضيها من صحراء قاحلة لمساحات خضراء من الحقول والمزارع، بعد أن نجح صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز في تأسيس البنية الزراعية لمدينة حائل عندما كان حينذاك أميرا للمنطقة، وساهم في اكتشاف مدن زراعية في أماكن متفرقة من المنطقة، مما أهل مزارع حائل في الفترة الأخيرة لتكون من أكبر المدن الزراعية المصدرة للأسواق العالمية والخليجية والعربية، خاصة في إنتاج التمور والبطاطس والحمضيات والخضروات والزيتون. وفي بداية 2006 دخلت حائل على الخارطة الدولية كأول عاصمة سياحية صحراوية في منطقة الشرق الأوسط واحتضانها أول سباق للراليات الصحراوية في المملكة بسبب تنوع تضاريسيها والأجواء الباردة التي تعيشها، مما جعل هيئة السياحة والآثار تضع حائل ضمن أولوياتها السياحية، لتكون من أكبر الواجهات السياحية في المملكة نظرا لموقعها الجغرافي والاستراتيجي بالقرب من العاصمة السعودية الرياض بمسافة 560 كليو مترا، والعاصمة الأردنية عمان ب670 كليو مترا، ودول الخليج العربي كذلك، حيث تبتعد بالطائرة لمدة ساعة واحدة فقط عن 11 عاصمة عربية، وامتلكت حائل شبكة من الطرق الدولية التي تربط شمال المملكة بجنوبها، بالإضافة لمشروع سكة قطار الشمال الجنوب الذي يتخذ من حائل موقعا اقتصاديا هاما. ونتيجة التحولات والقفزات والنقلة?النوعية لعروس الشمال أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال زيارته الأخيرة لمدينة حائل في عام 2007 مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية وتعد أكبر مدينة اقتصادية في الشرق الأوسط في الخدمات اللوجستية. وعلى بعد 200 كيلو متر من محافظة بقعاء، تقع قرية الزبيرة الغنية بخام البوكسايت وهو الخام الأساس لإنتاج مادة الألمونيوم، حيث يتوافر بكميات كبيرة فيها، ما جعل الأنظار تتجه صوب هذا القرية الحالمة، وشجع سمو أمير حائل الشركات المتخصصة للعمل على تطوير هذه الاحتياطيات حيث ستساهم في تشجيع الاستثمار فيها، بعد أن تم اعتماد إنشاء سكة حديد تربطها بمنطقة رأس الخير موقع مصنع البوكسايت. وفي بداية عام 2009 أطلق الأمير سعود بن عبدالمحسن مدينة حائل الصناعية التي تضم عددا كبيرا من المصانع الكبيرة واستقطاب مستثمرين من دول متعددة لإقامة مصانع عملاقة، واليوم تتجه حائل لتدخل عالم الصناعات الاحترافية العالمية بتوقيع وتأسيس مصنع أسمنت حائل برأسمال 1300 مليون ريال الذي بدأ العمل في تأسيسه، لتكون خلال السنوات الثلاث القادمة من أهم المصانع العالمية والمرتبطة مع مدينة حائل الاقتصادية.