قمة المسؤولية تتجلى في تعاطي عاشق الرياض الأول.. ومهندس تطورها ونمائها سلمان بن عبدالعزيز مع أي شأن من شؤون تقدمها وازدهارها. • ليس لأنه غارق في عشق هذه المدينة التي تسبح في خيال الصحراء حد الوله. • وليس لأنه غيور جدا على اللوحة الغناء التي ظل يتأنق في رسم ملامحها قرابة (60) عاما. • وليس لأنه بذل من أجل عصرنتها وتحديثها كل ما يستطيع.. وما لا يستطيع ليهنأ بها أهلها ومحبوها وزوارها.. وإنما لكل ذلك وأكثر بكثير من كل ذلك. • لقد ظل «سلمان» يتغنى بعشقه الدائم الرياض في كل المحافل ويباهي بها القاصي والداني بين الأمس واليوم وبين اليوم والغد غير آبه أو مستسلم لتحديات ولا لمعوقات.. قهر الصحراء.. كما قهر الجوع والعطش والتخلف ليجعل لها من اسمها نصيبا. • منذ توليه إمارة منطقة الرياض في 11/7/1373ه انطلق أمير الرياض ابن ال(19) عاما بحلمه الكبير نحو العالمية لأنه يطمح أن يحقق لها كل ما يليق بأجمل عاصمة في الدنيا.. حتى عندما يزور مدن العالم تبقى الرياض شاخصة في عقله وقلبه وعينه .. حقاً إنها قصة عشق أزلية تترسخ عبر الزمان حتى وإن بعد المكان. • عندما هاتفني سموه بالأمس بأريحيته المعهودة لم يضف ملمحا جديدا لعشقه الدائم الرياض بقدر ما كرس حضور سلمان بن عبدالعزيز المميز في حب المسؤولية وليس حب الرياض فقط.. وأضفى في ثنايا حديثه .. لمحات رائعة لتعاطيه الراقي والمتطور مع هذه المسؤولية .. وبخاصة عندما أكد لي مفهومه الحضاري المعهود أن من حق الكتاب أن يعبروا عن رأيهم ومن واجبنا أن نوضح ونجيب على أسئلتهم واستفساراتهم ولم يطلب سلمان بن عبدالعزيز بكل خلق رفيع وتواضع جم شيئا آخر سوى أن تجد كلماته طريقها إلى النشر بذات الطريقة التي نشر بها مقال أخي خالد السليمان. • إن هذا التسامي المتمثل في التعامل الراقي مع وسائل الإعلام نتاج فهم عميق للعلاقة الجدلية بين المسؤولية ورسالة الإعلام الأمر الذي يجسد احتراما أكثر وعيا ونضجا لحرية الرأي بل ذهب سموه في تقديره لدور هذه الرسالة إلى أبعد من ذلك، معتبرا أن وسائل الإعلام ممثلة في «عكاظ» باعتبارها شريكا في رفعة الوطن والمواطن. ولعل هذا التوصيف العلمي والعملي الدقيق لطبيعة النقد الهادف المنتظر من الكتاب ووسائل الإعلام يجسد منهجية العلاقة الصحية المتطورة وفق المعايير التي أكد عليها سموه ورسخها في رده الموضوعي وارتهانه الواعي إلى عصر المعلومة والإعلام بل والمعرفة الإنسانية المتطورة التي لم تعد تقبل بالتعامل العشوائي والانطباعي .. وهو ما يكسب حرية الرأي والنقد أبعادا إيجابية قيمة. [email protected]