في اللغة العربية من المستحيل ان تعرف المعرفة، ومن الصعب ان تضمن أكثر من صفة للموصوف، كل ذلك ينطبق على صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز فهو معرفة بحد ذاته، وقد حاولت كثيرا ان أعرفه وأن أضيف لسموه صفات محددة فلم استطع، فذلك الأمير يجعل المتابع او الكاتب محتارا في أمره، بل إنه يجعل اللغة بحد ذاتها تحاول مجاراة أعماله وأفعاله. فقد قدم سموه خلال الفترة الماضية دروسا مهمة في مختلف المجالات، واستحق سموه لقب "سلمان الوفاء"، فخلال مرض أخيه الأمير سلطان - رحمه الله - كان مرافقا له خطوة بخطوة، كان نعم الأخ الذي يخفف معاناة أخيه، ولنا في هذا الكثير لنستفيده، حيث قدم سموه مثالا حيا على الترابط الأسري وعلى اللحمة التي تميز المملكة، كما أوضح للعالم أجمع مدى قوة الروابط التي تتمتع بها هذا الوطن الغالي. دروس سلمان لم تقف عند ذلك، فبعد توليه وزارة الدفاع وفي أول ايام مباشرته للعمل حرص سموه على تفقد الأقسام والقطاعات، كما حرص على تسليط الضوء على سياسته الإدارية ورسم سموه الخطوط العريضة للوزارة منذ اليوم الأول، كما أكد على ان قراراته قابلة للصواب والخطأ طالبا من العاملين في الوزارة تصويبه إذا اخطأ، وهذا إن دل على شئ، فإنما يدل على تواضع جم منه، واعترافا من سموه بانه بشر وليس معصوما من الخطأ الأمر الذي يتجاهله بعض الوزراء او بعض المسؤولين. حديثي عن الأمير سلمان يدفعني لذكر حبيبته "الرياض"، فهي ذلك العشق الأزلي لدى سلمان، وهي قصة عشق طويل تمتد للماضي ويشهد لها الحاضر، كانت همه الدائم وشغله الشاغل، فهي معه في حله وترحاله، في صحته ومرضه وهي الهواء الذي يستنشقه. «الرياض» وسلمان أصبحا مترادفين في اللغة، كل هذ العشق تخلى عنه سلمان لعشق أكبر وهم أعظم هو الدفاع عن الوطن، تخلي سلمان عن الرياض جاء لثقته الكاملة والكبيرة في ساعده الأيمن والأمين خلال كل تلك السنين، ثقته وثقتنا جميعا في صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز، ذلك الرجل الذي تشهد له الرياض بالكثير من العمل والتفاني والإخلاص، سطام كان هناك في الكثير من الإنجازات، كان شاهدا عيانا على التطوير الذي تعيشه العاصمة، لذا فالرياض وإن خسرت سلمان فقد كسبت سطام.