ما تزال أزمة غلاء الشعير وندرته تؤرق مربيي المواشي في كافة مناطق المملكة، ففي محافظة الجموم أبدى عدد من السكان استياءهم وتذمرهم لما لحق بهم من أضرار جراء الأزمة «المفتعلة» على حد قولهم، وأرجع البعض الحالة إلى جشع التجار وتلاعبهم بالأسعار، خصوصا مع اقتراب شهر رمضان الذي يشهد زيادة مطردة على المواشي واللحوم عموما. ولاتزال الأزمة تلقي بظلالها على المنطقة وألحقت الضرر بالكثير من المواطنين من مربيي المواشي، وأجمع عدد من المواطنين الذين اصطفوا منذ الصباح الباكر في صفوف طويلة في سوق الماشية في المحافظة للحصول على كميات تسد حاجة أغنامهم من الشعير في ظل الوضع الخانق الذي يمر به مربو وتجار المواشي، إلا أن الأزمة لا تعدو كونها زوبعة مفتعلة تتكرر سنويا ويقف خلفها التجار والموردون.. ونعرض هنا بعض آراء المواطنين: أزمة تجار جبر الهديبي قال: إنه تضرر من الأزمة التي يقف خلفها تجار التجزئة الذين يعمدون إلى شراء الشعير وتخزينه في المستودعات لمدة طويلة ومن ثم اختلاق أزمة نقص في الشعير ورفع الأسعار والبيع بطرق غير مشروعة، مضيفا: لا ننسى دور الموردين والموزعين في ذلك، فمن تصرف له ثلاث شاحنات يعرض واحدة للبيع على المواطنين ويتصرف في الباقي بطريقة غير شرعية، وزاد «لحق الضرر بنا وبماشيتنا بسبب جشع وطمع التجار والموردين، ولا يعاني السوق من أي نقص، فالبواخر المحملة بالشعير تفرغ شحناتها في الميناء بشكل يومي ولا ندري أين المشكلة». إرهاق الانتظار وبدت علامات الإرهاق بادية على عويمر المعبدي القابع داخل سيارته وسط عشرات السيارات منتظرا دوره والفوز بحصة من الشعير الذي بات نادرا، وقال: أقف هنا في سوق المواشي منذ صلاة الفجر، من أجل الحصول على خمسة أكياس من الشعير، وهي كمية لا تفي حاجة أغنامي ولكنها بالطبع تسد جزءا من المشكلة في ظل الأزمة المفتعلة التي ألقت بظلالها على مربيي المواشي، وأضاف: تضررت أغنامي كثيرا، وأخشى أن يستمر الوضع طويلا؛ خصوصا أن شهر رمضان على الأبواب. هزال ونفوق من جهته، بين حسين العبيدي (أحد أصحاب المواشي المتضررة)، حجم الضرر الذي لحق بأغنامه جراء الأزمة. وقال: عمدت منذ بداية الأزمة إلى التقليل من كميات الشعير المخصصة للماشية، ما تسبب في إصابة الأغنام بالهزال والمرض نتيجة لسوء التغذية، فيما تضرر الصغار بسبب نقص الحليب وأضاف: أنتظر منذ الصباح في هذا المكان بهدف الحصول على كميات ولو قليلة من الشعير للحفاظ على حياة أغنامي التي تتعرض لخطر الموت بسبب الأزمة) التي تسبب بها التجار والموردون على حد سواء. إخفاء الشعير وأضاف: التجار يخفون الشعير في مستودعات كبيرة ومن ثم يعمدون إلى رفع سعره في أوقات يختارونه هم بأنفسهم. بدوره، ذكر حميد الحربي أن كميات كبيرة من الشعير تصل ميناء جدة بصفة يومية، ولا يوجد في الواقع أزمة حقيقية تؤثر على سوق الشعير بهذا الشكل، وأضاف: التجار والموردون يتحكمون بمصائر الناس دون رادع أو مساءلة وهم سبب المشكلة، وخلص إلى القول: الأزمة مفتعلة وتطل في مواسم معينة، وعلى الجهات المعنية وضع حد لهذا التلاعب الذي أضر بشريحة كبيرة من المواطنين. واعتبر رازن العتيبي تخزين الشعير في المستودعات لمدد طويلة ثم الدفع به إلى الأسواق وإجبار المواطنين على شرائه بأسعار مضاعفة بالجريمة التي يضر فاعلها مصالح المواطن، وأضاف: التخزين طويل الأمد للشعير في المستودعات أفقده بعض الخواص التي يتمتع بها، وتحول لونه إلى الأسود، وأضر بأغنامي التي أصيب بعضها بالأمراض بعد تناولها للشعير المغلف بالغبار وأنواع من الحشرات الضارة.