تفاقمت أزمة الشعير في عدد من مناطق المملكة، ما أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار وصلت في بعضها إلى 80 ريالا، إضافة إلى شح الشعير حيث يجبر المواطنون على التوافد منذ ساعات الفجر الأولى للاصطفاف في طوابير طويلة في نقاط التوزيع للظفر بعدد محدود من الأكياس. وفي محاولة لرصد تداعيات الأزمة في المناطق جالت «عكاظ» على عدد من نقاط التوزيع وسألت المسؤولين والمواطنين عن الأزمة وآثارها. ففي حفر الباطن أكد مسلط الزغيبي وكيل المحافظ أن المحافظة ترسل تقارير يومية إلى إمارة المنطقة الشرقية بشأن أزمة الشعير، مشيرا إلى أن تفاقم الأزمة بدأ قبل 3 أسابيع تقريبا، حيث انخفضت كميات المعروض بشكل كبير، حيث كان عدد الشاحنات التي تصل إلى المحافظة تتراوح بين 25 و 30 شاحنة يوميا، ولكن العدد الذي وصل إلى سوق الأغنام المركزية أمس الأول لم يتجاوز 9 شاحنات، أي انخفض 70 في المائة تقريبا، الأمر الذي ساهم في تفاقم الأزمة بشكل غير مسبوق. وقال: إن لجنة الأعلاف المشكلة من المحافظة تراقب الأسعار بشكل دائم، وتعمد لمصادرة الكميات المباعة بالأسعار غير الرسمية. من جانبه، أوضح مدير فرع وزارة الزراعة في حفر الباطن محمد الأسمري أن المحافظة تحتاج يوميا إلى 140 شاحنة (3 آلاف طن)، مضيفا أن الطلب حاليا يصل إلى 100 في المائة، فيما يبلغ العرض (صفر)، موضحا، أن أعلى عدد من الشاحنات وصل إلى المحافظة لم يتجاوز ال 50 قبل 3 أسابيع، فيما لم يصل إلى المحافظة أمس سوى 18 شاحنة. وكشف عن قيام البعض بتهريب الشاحنات إلى المناطق البعيدة عن السوق، لبيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة، مبينا، أن آخر الأرقام وصل إلى 80 ريالا، مشددا على أن اللجنة المشكلة من وزارتي الزراعة والتجارة والصناعة والمحافظة والدورات الأمنية، تمارس دورا رقابيا صارما بخصوص الالتزام بالأسعار. بدوره وصف عبد الله الفويعي (موزع) الوضع بالسيئ للغاية، خصوصا أن طوابير السيارات في تزايد مستمر، حيث وصلت إلى 5 طوابير يبلغ طول الواحد منها كيلومتر تقريبا من السيارات المنتظرة دورها، فيما فضل بعض السائقين النوم في العراء للحصول على الحصة المقررة التي تبلغ بين 15 – 20 كيسا، مضيفا، أن تنامي السوق السوداء ناجم عن الشح الكبير في المعروض، حيث يقوم البعض ببيع جزء من الحصة التي يحصل عليها بالسعر الرسمي بسعر أعلى خارج نطاق السوق، مؤكدا، أن الموزعين طالبوا إمارة الشرقية بضرورة إنهاء الوضع الحالي، مشيرا إلى أنهم خاطبوا الإمارة، وكذلك وزارة التجارة والصناعة، وأيضا وزارة الزراعة بهذا الخصوص. وفي محافظة الدرب أصدر مدير شرطة الدرب العقيد حزام الشهراني، تعليمات للدوريات الأمنية للتواجد في موقع توزيع الشعير وتنظيم السيارات ومنع حدوث أي احتكاك بين المواطنين والموزعين. فيما أشار محافظ الدرب المكلف أحمد أبو قرن إلى أن هناك لجنة من الشرطة والمرور بالتعاون مع المحافظة تتابع عملية التوزيع، كما تقوم بمنع عملية البيع داخل الأحياء السكنية أو بعيدا عن الأعين حتى لا يتم استغلال ذلك في رفع الأسعار. وأكد أن الشرطة تتولى إلزام المتعهدين بالبيع بالتسعيرة المحددة وفي موقع مخصص وتشرف على عملية البيع لجنة تساهم في التوزيع المنظم. وكانت شرطة الدرب والشقيق قد حجزت خلال الأيام الماضية بعض الشاحنات المخالفة التي تبيع بطريقة غير نظامية وتم أخذ التعهد على أصحابها وبيع حمولتها بالتسعيرة المحددة. وفي محافظة الجموم عبر المواطنون عن إستيائهم وتذمرهم من الأزمة التي لاتزال تلقي بظلالها على المنطقة وألحقت الضرر بالكثير من مربيي المواشي، الذين اصطفوا من الصباح الباكر وبعضهم من قبل صلاة الفجر ودخلوا في طابور طويل يقارب نصف كيلو متر، في سبيل الحصول على عدد محدود من أكياس الشعير. وقال جبر الهديبي: إن هذه الأزمة مفتعلة ويقف خلفها التجار والموردون، إضافة إلى تلاعب تجار التجزئة في جدة الذين يشترون الشعير ويخزنونه في المستودعات لمدة طويلة لتعطيش السوق ومن ثم يرفعون الأسعار ويبيعون الكميات بطرق غير مشروعة. وأيده في ذلك حميد الحربي الذي قال: إن الشعير يصل إلى الميناء بكميات كبيرة كل يوم، مشيرا إلى أن مواشيه تضررت كثيرا من جراء عدم وجود الشعير حتى أن بعضها نفق، مناشدا المسوؤلين وأصحاب القرار التدخل لسرعة إنهاء هذه الأزمة. أما رازن العتيبي فرأى أن تخزين الشعير لمدة طويلة تسبب في تغيير لونه إلى الأسود إضافة إلى كثرة الغبار والأتربة فيه الأمر الذي تسبب بالإضرار بالمواشي التي أصيبت بالنحاز وغيرها من الأمراض