طالب عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا الدكتور سعود الفنيسان الدعاة بالتأدب اللفظي والتعامل مع المخالفين باللين والادب والاحترام، مشددا على أن يكون الداعية أنموذجا للتمسك بالشرع قولا وفعلا. وقال الفنيسان ل «عكاظ»: المسلم يطالب بالالتزام بآداب وأخلاق الإسلام قال تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا»، مشيرا إلى أن الخطاب إذا كان موجها للمسلمين فإن الدعاة أولىمن يجب أن يمتثل لهذه النصوص، مؤكدا على أن الدعاة والعلماء والداعين للخير يجب أن يكونوا قدوات للخير، مبينا أن القدوة لا يكون باللباس والهيئة فقط، بل يجب أن يكون القدوة بأفعاله وتصريحاته وما ينطق به، مفيدا أن الناس يتفاوتون بالتعامل والأخلاق وكل واحد يختلف عن الآخر لذا يجب على الداعية أن يراعي هذه الفروقات. وعاد الفنيسان ليؤكد أن على الداعية أن يخاطب الناس بالحسنى ولا يتلفظ بألفاظ قبيحة وهابطة ويرمي الناس بالتهم جزافا. واستدل الفنيسان على ذلك بخطاب الله عز وجل لموسى وأخيه عندما قال له في القرآن الكريم: (اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)، مشيرا إلى أن الله أمر موسى وأخاه بالذهاب إلى فرعون أولا ولم يقل لهما قولا له فقط، بل اذهبا إليه أولا ومن ثم قولا له قولا لينا وليس غليظا على الرغم من عظم ما أقدم عليه فرعون عندما ادعى الألوهية. وطالب الفنيسان الدعاة بالتلطف مع الناس ومناصحتهم بالمعروف وعدم جرحهم بالكلمات والألفاظ وأن يوضع الداعية كلماته في الميزان قبل أن يتحدث بها لأن كل كلمة تعتبر محسوبة عليه. ولفت الفنيسان إلى أن من صفات الداعية الناجح التحلي بالأخلاق الحميدة والكلمات الطيبة ولو كان فظا غليظ القلب لانفض الناس من حوله ولن تؤثر كلماته بالناس، داعيا الدعاة وطلبة العلم بإخلاص النية لله لأنه لو أخلص نيته لله فسيكتب له القبول عند الله أولا ومن ثم عند الناس، وسيكون لكلامه تأثير على الناس فالكلام الذي يخرج من القلب يصل إلى القلب، أما الكلام الذي يخرج من اللسان لا يتجاوز الآذان. جاء ذلك على خلفية حديث الداعية الدكتور محمد العريفي لأحد المواقع الإلكترونية عندما وصف الصحافيين بالخونة وأن بعضهم لا يسوون بصاق المفتي. وفي سياق آخر، دعا الفنيسان القائمين على المراكز الصيفية بعدم استبعاد من يظهر عليهم علامات التطرف والتشدد، وأضاف «لا أرى إخراج أمثال هولاء من المراكز الصيفية، بل الأولى أن يتم احتواؤهم ودعوتهم باللين ومناصحتهم وأن يعرفوا ماذا يقولون لضمان عدم خروجه وتلقفه من قبل الجهات المشبوهة»، معتبرا أن إخراج أمثال هولاء من المراكز الصيفية أمر خاطئ وليس صحيا لأنها ستزيد أخطائهم وتتطور، مغلبا ضرورة الاستيعاب والاحتواء والمناصحة ودحض أفكارهم بالفكر المستنير. وخلص الفنيسان إلى أن إبعاد هولاء أمر لا يجوز وليس من أساليب الجمع والتأثير وليس من أهداف المراكز الصيفية التي تدعو إلى الخير وتشغل أوقات الشباب بالنافع المفيد.