مساكين أولئك الفقراء من السياح سواء كانوا من سكان جدة أو غيرها، ألهبتهم أسعار الشاليهات والمنتزهات، بحثوا عن بحر جدة فلم يجدوه، واصلوا البحث عن مكان للسباحة في البحر الأحمر فلم يجدوا موقعا على الكورنيش إلا وقد صودر لصالح المشاريع الاستثمارية، إلا من مواقع حضروا فيها للسباحة، وذاكرة المكان لازالت تردد مأساة غريقة النورس. وحدوا الجهود واتجهوا شمالا نحو شرم أبحر، ومن بين المواقع الاستثمارية الممتدة على طول الشرم، وجدوا موقعا صغيرا رماله البيضاء بدأت تشرب لون السواد من كثر وطأة الأقدام، هناك حط الفقراء رحالهم وتراموا جميعا في بقعة مياه حددت ببراميل الشاليهات الممنوع تجاوزها، واختلط الجمع نساء ورجالا بالأمواج التي تصنعها زوارق ويخوت الأثرياء.. المهم أنه بحر.. شربوا المياه وتأكدوا من ملوحتها.. تعالت الأصوات.. إنه البحر.. إنه البحر.. وقال قائل منهم إنها الإسكندرية.. وهكذا جرت التسمية.. شاطئ الأسكندرية. هناك طالب عدد من زوار عروس البحر في مهرجان صيف جدة 32، تحسين الخدمات ومراقبة الأسعار في مهرجان صيف جدة، وتحديدا التخفيضات وبرامج التسوق في أغلب المراكز التجارية، مشيدين في الوقت ذاته بالفعاليات الترفيهية التي أضفت المتعة والفرح على وجوه السياح، بالإضافة إلى البرامج التراثية في المعرض الذي يصاحبه مهرجان التمور. مشددين على ضرورة الاهتمام بالألعاب المائية، وتهيئة الكورنيش الجنوبي وإقامة برامج سياحية خاصة لراغبي السباحة. وارتد العديد من الزوار أمام ارتفاع أسعار المنتجعات والشاليهات والكازينوهات، في حين يشهد شاطئ الإسكندرية في أبحر الشمالية حضورا كبيرا من السياح وزوار جدة، تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، ورصدت «عكاظ» خلال جولاتها في فترتي الصباح الباكر، وفي الفترة المسائية تواجدا كبيرا للعوائل والأطفال الذين الهاربين من لهيب أسعار الشاليهات والمنتجعات السياحية إلى برودة البحر. وتتواصل فعاليات مهرجان جدة غير في عدد من المواقع والمركز التجارية والكورنيش، والتى حفلت بالعديد من الأنشطة والمسابقات وسط منافسة وحضور للأهالي والمصطافين، ويشهد مهرجان جدة الحالي للتمور إقامة أكبر طبق للتمور، يحتوي على أجود الأنواع لتقديمها إلى الجمعيات الخيرية، ليتم توزيعها للمستحقين بمناسبة قرب قدوم الشهر الفضيل. وتستضيف عددا من المراكز ومدن الملاهي، أبناء دور الأيتام وتقدم لهم الهدايا والمكافآت بمناسبة انتهاء العام الدراسي. ويحتل كورنيش جدة الشمالي شرم أبحر وتحديدا شاطئ الإسكندرية نصيب الأسد من حيث خيارات السباحة، إذ تتواجد الأسرعلى الشاطئ بشكل متواصل في فترات الصباح الباكر والمساء، ويطالب عدد من زوار أبحر الجنوبية الاهتمام بشكل أكبر بالكورنيش الجنوبي، لا سيما بالمواقع التي تشهد إقبالا كبيرا من العائلات للسباحة. حصة محمد من الرياض تزور بصحبة أسرتها جدة للمرة الأولى تقول: «في الحقيقة لقد أعجبت بها ووجدتها تنافس مدنا كبرى من حيث التطور والتقدم، واستمتعت بالتسوق كثيرا أضف إلى متعة التسوق أن هذه المراكز التجارية تعتبر في نفس الوقت أماكن جيدة للترفيه، واستمتعت بالفعاليات المقامة فيها». وتؤكد أنها غيرت نظرتها للسياحة الداخلية، حيث باتت تؤمن أنه بالإمكان التوجه للداخل بدلا من الخارج، حيث تعد السياحة أحد الروافد والركائز الاقتصادية القوية، في ظل الإمكانات الكبيرة والمتوافرة في مدينة جدة. ويقول سالم المطيري إن السياحة بوجه عام في مدينة جدة هذا العام، خطت خطوات هامة ومتطورة فالمهرجان والأنشطة التي أعدت تؤكد التطور من عام إلى آخر، ولاحظ خلال الموسم الحالي تغيرا ملحوظا عن مهرجانات الأعوام السابقة. وقالت سناء الغامدي: «إن الفعاليات والأنشطة السياحية المختلفة التي نتلمسها في هذه المهرجانات، وما تمتاز به من خصوصية واستقلالية من خلال المساحة التي وفرتها للعوائل، وهذا بحد ذاته مهم للغاية بالنسبة للأسر». ولا يعد محمد العوفي من المدينةالمنورة، حرارة الجو عائقا أمام الاستمتاع بفعاليات الصيف، ويقول: «رغم حرارة الصيف إلا أن جدة تتميز بنكهة خاصة ولا يشعر زائرها بالملل، فالسياح والمصطافون يتهافتون عليها من الداخل والخارج، وفعاليات المهرجان لهذا العام جميلة ورائعة، خصوصا فعاليات الأسواق التجارية الكبرى، وما تقدمه من مسابقات وجوائز واستعراضات، فضلا عن المواقع المخصصة للسباحة في أبحر الشمالية».. ويرى أحمد الصالح، وهو مواطن قدم من المدينةالمنورة مع أسرته، أن فعاليات هذا العام أجمل وأفضل من الأعوام الماضية، والتنظيم في كافة الفعاليات التي جعلتنا نستمتع بكامل الوقت وبدون مضايقات، كما شاهدنا عروض الألعاب النارية التي كانت مميزة، وكذلك عروض الجليد في مدن الملاهي والفعاليات المميزة والمسابقات والجوائز التي تقدمها المراكز التجارية، والتي استمتع بها الأطفال كثيرا.