نقترب من «الخصخصة» في المجال الرياضي رويدا رويدا، وبات العمل جادا للوصل إلى محطتها الفعلية، من خلال الضوابط والمعايير التي تؤطر الاستثمار الرياضي لدينا، وبات الرياضيون ينتظرون إقرار ضوابط تختص بعمل الأندية على محاورها الثلاثة (الرياضي، والثقافي، والاجتماعي) وراح تساؤلنا يكبر شيئا فشيئا عن كيفية استثمار الأندية وتفعيل دورها الكبير من خلال شرائح المجتمع، مع دعوة جميع الأندية إلى إبراز دورها في تفعيل الاستثمار الرياضي، وكيفية تحقيق النجاح في الاستثمار الرياضي بشكل جيد وسليم. «عكاظ» قامت بطرح أسئلة تتناول قضية كيفية الاستثمار الأمثل للأندية مع أهل الاختصاص، فماذا قالوا: علق عميد كلية الأمير سلطان ورئيس منتدي جدة الرياضي الدكتور ياسين الجفري، بقوله: «الاستثمار في الأندية ليس جيدا، ولا يصل لحد الإيمان الجازم أن يكون هناك تقدم في رياضتنا من خلال الاستثمار الأمثل لتلك الأندية، وهو ما يتركنا أمام تساؤلات كبيرة تبدأ بجزئية مهمة، فحواها: لماذا لا نضع استراتيجيات عالية الجودة لنشيد بها ونقيم عليها أرضا صلبة للاستثمار الرياضي، لنجني من خلالها استثمارات تعود بالنفع الكبير على رياضتنا، فلابد أن يصبح هناك تنظيم كامل، لضمان حقوق الأندية واستثماراتها ولزيادة مداخيلها من خلال ورش عمل وإقامة ندوات استثمارية لتعريف جميع المستثمرين والرياضيين كيفية استثمار الأندية بشكل جيد وعمل مميز بعيدا عن الاجتهادات، فذلك ما يسهل أن يكون هناك ضوابط تضمن للأندية استثماراتها». وأشار الجفري إلى أن الاستثمار في الأندية (أعرج) ولم يصل إلى درجة كبيرة من الوعي في الدخول من الأبواب الكبيرة للاستثمار، وهو ما سيضعنا أمام عقبة كبيرة للدخول في الخصخصة التي تتطلب إمكانيات وعملا كبيرا ليس موجودا حاليا في أنديتنا. وختم الدكتور الجفري، بقوله: «لابد أن يقوم اتحاد القدم بإعادة إعداد كراسة شروط ومواصفات الاستثمار التي ينبغي أن تشمل كافة المعلومات المتعلقة بالمستثمر وتفعيل دورها». ضبابية الاستثمار من جانبه، أوضح رجل الأعمال وعضو هيئة الاستثمار الرياضي في غرفة جدة راشد بن زومة، أن معالم الاستثمار في الأندية غير واضحة بشكل يجعل المستثمرين يسعون إلى الدخول في الاستثمار الرياضي الذي يعتبر بوابة مشرقة للأندية في حالة وضع له ضوابط تحفظ للمستثمر حقوقه، مشيرا إلى أن هناك ضبابية تحيط بالاستثمار من جانبي الأندية واتحاد الكرة، دون أن يحركا ساكنا خلال السنوات الماضية، ليكون هناك تنظيم وتفعيل لدور الاستثمار الرياضي وكيفية الوصول إلى حد كبير من الدخول في استثمار تلك الأندية بشكل مطلوب. وأوضح أن جميع الأندية لا تعلم عن الآلية الجيدة لتفعيل دورها في استثمار شركات أو مؤسسات في محط النادي، مؤكدا أن رعاية الشباب هي الجهة المسؤولة في هذا الجانب بجانب الأندية التي صبت جل اهتمامها في لعبة كرة القدم وتركت الأهم في تفعيل دورها الاستثماري، وشدد ابن زومة على أن الضوابط الحالية الموضوعة للاستثمار هي ضوابط بحاجة إلى إعادة النظر فيها لكي تستطيع الأندية جذب الاستثمارات الكبيرة لها فالأندية لا تملك رؤوس الأموال الضخمة لذلك تلجأ إلى المشاريع ذات الدخل قصير الأجل. خطوة مهمة رجل أعمال وعضو لجنة الاستثمار الرياضي في الغرفة التجارية بجدة ماهر بندقجي أكد أن الاستثمار في رياضتنا أصبح شغلنا الشاغل. وقال: «نقيم الاجتماعات لنصل إلى حل يعود بالنفع على استثماراتنا الرياضية، ودخول الاستثمار يعتبر خطوة جيدة ومهمة في طريق الاستثمار الرياضي الصحيح والمبني على قواعد وأسس ثابتة، ويعود السبب إلى أن مداخيل الأندية السعودية تعتمد بشكل كبير على الرعاية وبخاصة الأندية الكبيرة. وقال بندقجي: إن التنظيمات التي يعتمد عليها الاستثمار حاليا تشكل هاجسا للمستثمر وللأندية، فلابد من تنظيمات جيدة تساعد جميع أصحاب الاستثمارات الكبيرة لأجل الدخول في المجال الرياضي وخاصة الشركات الكبيرة مثل سابك وأرامكو والبنوك المحلية المستثمرين. وأضاف قائلا: يظل هناك عامل مهم جدا للاستثمار وهو كيفية جذب المستثمر لرياضتنا من خلال فتح الأبواب مشرعة أمام ضوابط ليست قاسية على المستثمر. وأكد بندقجي أن أحد البنوك أقر أخيرا بند الاستثمار طويل الأجل وهو جيد وهذا هو المهم في الاستثمارات طويلة الأجل بالنسبة للمستثمرين ومشجع في الوقت نفسة في دخول مجال الاستثمار في الأندية من قبل الكثير من المستثمرين. استثمار محدود محلل الاستثمار الرياضي الدكتور خالد العيسى، وصف الآليات والشروط التي وضعت للاستثمار الرياضي بأنها معقدة وليست مرنة واعتقد بأنها معقدة لم تفتح المجال للاستثمار بشكل جيد، وأضاف العيسي: إن خطوة فتح المجال للاستثمار في رياضتنا يعتبر جيدا مقارنة بالأعوام، وهذا لا يلغي بأننا يجب أن نمضي في اتجاه الريح وليس عكس الرياح، وطالب العيسي بوضع ندوات تجمع الأندية باتحاد الكرة وهيئة دوري المحترفين لمناقشة المعوقات التي لا تصب في مصلحة الرياضة. وقال: «أعتقد أنه جاء الوقت للدخول بشكل جدي في الخصخصة». الحل الخصخصة الدكتور علي الغامدي استاذ في جامعة أم القرى، قال: «إن الحل الوحيد في استثمار الأندية هو دخولها في الخصخصة بشكل جيد ومثالي، وبالتالي نحن أمام سؤال محدد يقول: «كيف ننجح في استثمار الأندية ونحن مدينون والأندية محملة خسائر مالية كبيرة». وطالب الدكتور الغامدي أن يتم البدء في عملية الخصخصة، لذلك يعتبر قرار السماح بالخصخصة قرارا تاريخيا في حالة إقراره.. وتابع: «كل الوسط الرياضي يتطلع إلى أن يكون هذا القرار خطوة كبيرة في تيسير وتسهيل الإجراءات، لتكون أكثر عملية ومرونة، وأن تكون في مصلحة جميع الأندية لتتمكن من تحقيق تطلعاتها في ظل عمل مؤسسات يعود بالنفع الكبير على الأندية».