يواصل عشرات من الكوادر الأمنية والطبية والخدمية من عدة جهات حكومية تقديم خدماتهم لزوار المسجد النبوي الشريف من خلال مكاتب الخدمات التي تم افتتاحها مؤخرا في مجمع أسواق الحرم المطل على الساحات الجنوبية للحرم، حيث تجري على قدم وساق تجهيزات يومية للمكاتب وتزويدها بالكوادر المؤهلة والمعدات والآليات لتقديم الخدمات الطبية لمن يحتاجها من الزوار، إضافة إلى الحفاظ على أمنهم لأداء الشعائر الدينية بطمأنينة ويسر، فيما علمت «عكاظ» أن جهات حكومية شرعت في إعداد خططها لدعم الكوادر والآليات في مكاتب الخدمات في منطقة الحرم استعدادا لشهر رمضان المبارك. «عكاظ» رصدت أمس «يوم عمل» من مقر منطقة الخدمات بجوار ساحات الحرم التي تضم عشرات المكاتب بعد أن أصدر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة أمرا بتحويل المحلات التجارية التي كانت تضم 400 محل متعددة الأنشطة، إلى مكاتب حكومية تقدم خدماتها للزائرين بشكل مباشر وعلى مدار الساعة، وأظهرت جولة «عكاظ» مستوى التجهيزات التي وفرتها الجهات الحكومية في الموقع بعد مضي أسبوعين على تشغيله، ومن الناحية الميدانية اصطفت عدة عربات إسعاف أمام أحد مداخل المجمع الحكومي في حالة تأهب لتلبية طلبات الإسعاف والإنقاذ التي تردها من الفنادق الواقعة في الناحيتين الجنوبية والغربية والفنادق الواقعة بهما، وكذلك الحالات الإسعافية في ساحات الحرم في كلا الجهتين الجنوبية والغربية. دعم المركز وأبلغ «عكاظ» مدير الشؤون الفنية في جمعية الهلال الأحمر في منطقة المدينةالمنورة سلطان العمودي أن مركز الجمعية الذي افتتح قبل نحو أسبوعين في المجمع الحكومي المحاذي لساحات الحرم الجنوبية يقدم خدماته الإسعافية بما يوازي 10 إلى 25 حالة يوميا غالبيتهم من كبار السن، وشهد معدل الحالات التي يتم مباشرتها زيادة خلال الأيام الماضية تبعا لزيادة أعداد الزوار وقاطني الفنادق في المنطقة المركزية، مرجحا أن يقفز عدد الخدمات الطبية التي يقدمها المركز إلى أكثر من 60 حالة يوميا خلال شهر رمضان. وقال ل «عكاظ» من داخل المركز أمس «نقدم الخدمات للمواطنين للزوار من كافة الجنسيات، سواء في الفنادق المحيطة بالحرم النبوي أو في ساحات الحرم، حيث تم تجهيز ثلاث سيارات إسعاف، إضافة إلى عربتين للتنقل في ساحات الحرم إثناء الازدحام للوصول إلى الحالة ونقلها لمستشفى الأنصار للحالات أو مركز صحي الصافية». وأضاف العمودي أن نقل المصابين يتم تبعا لحالتهم، حيث ينقل المصاب إلى مستشفى الأنصار إذا كانت حالته متوسطة إلى حرجة، وإذا كانت الحالة بسيطة وتتطلب الراحة إلى مركز صحي الصافية الذي انتقل مقره إلى مجمع مكاتب الجهات الحكومية، وعن أنواع الحالات التي يتم مباشرتها أفاد العمودي أن الحالات المصابة «تتنوع بين حالات إغماء نتيجة الإرهاق أو هبوط في السكر وحالات الحوادث وحالات الدهس التي تحدث نادرا في محيط منطقة الحرم، كما يباشر المسعفون مختلف الحالات». وخلال الجولة التي دامت أقل من نصف ساعة شرع المسعفون في تلبية نداءي استغاثة وردا من الجوار، انطلقت خلالها عربات الإسعاف تباعا للوصول إلى الحالات. وحول مدى كفاية المركبات والآليات والكوادر لمباشرة الحالات أوضح العمودي أن مركز الهلال الأحمر في المجمع الحكومي سيتم تدعيمه بثلاث مركبات إضافية، إضافة إلى 9 سائقين جدد بدءا من التاسع من شعبان الجاري، وكذلك 15 سائقا مؤقتا سيكونون حاضرين خلال شهر رمضان، وكذلك سيتم ندب 10 فرق إسعافية أخرى في رمضان، كما ستضاف إلى عربتي «الجولف» المخصصة لمباشرة الحالات المصابة في الساحات أربع عربات أخرى بحلول شهر رمضان، إضافة إلى سيارة إسعاف خاصة بتنويم الحالات الحجرة وتمثل غرفة عناية مركزة متنقلة. تسهيل الوصول للمصابين وأوضح العمودي أن المسعفين يمكنهم الوصول إلى المصابين والحالات في كافة الأماكن بما فيها سطح المسجد النبوي، مبينا أن التعاون بين الجهات الحكومية يهدف في مجمله لخدمة الزائر، مشيرا إلى إتاحة وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي مصعد في البوابة رقم 7 لتمكين عربات «الجولف» من الصعود إلى سطح الحرم النبوي والوصول إلى الزائر في وقت وجيز ونقله للمستشفى إذا دعت الحاجة، مبينا أن هذا النوع من العربات يساعد في تفادي حالات الازدحام والتكدس في الساحات ويتم تشغيلها بشكل كبير في رمضان طوال ال 24 ساعة. وعلمت «عكاظ» أن المحلات التجارية التي تم إغلاقها والتي تطل على الناحية الجنوبية للمجمع الحكومي سوف يتم تجهيزها وتحويلها إلى «مواقف لسيارات الإسعاف»، حيث سيقفز عدد عربات الإسعاف خلال رمضان إلى 13 آلية، فيما سيتم تحويل المحلات التجارية المغلقة المطلة مباشرة على الساحات الجنوبية للحرم النبوي إلى مواقف لعربات الجولف الحالية والتي ستصل لدعم المركز خلال الأيام المقبلة. وأوضح كل من خالد عبدالمعين الصاعدي وحمد حامد السهلي (سائقي إسعاف) أن العمل في المركز يأتي على مدار اليوم بواقع ثماني ساعات لكل فرقة. وأشارا إلى أن خدمة الزوار في هذا المكان تمثل لهم شعورا بروحانية المكان ونبل المهنة. مشروع تطويري وشرعت أمس إحدى الشركات المطورة لأعمال جمعية الهلال الأحمر السعودي أمس في تنفيذ جولة لتفقد الخدمات والآليات والمعدات في مركز الجمعية في المجمع الحكومي المجاور لساحات الحرم، وبدأت في جمع المعلومات عن طبيعة العمل. وأفاد مدير الشؤون الفنية ل «عكاظ» أن القصد من الزيارة جمع معلومات عن عمل مراكز الجمعية واحتياجاتها ضمن مشروع تطويري يستهدف الكوادر الفنية والإدارية والمعدات تنفذه الشركة المطورة المتعاقدة من الجمعية ويتضمن برامج تدريبية وتشغيلية ودورات وتطوير الآليات. وأثنى العمودي على فكرة المشروع التي دعمها أمير المنطقة وحرص على تنفيذها بالتنسيق بين كافة الجهات الحكومية، مبينا المشاكل التي كان سائقو الإسعاف يعانون منها يف الوصول على المصابين والحالات في محيط الحرم النبوي انتهت تماما بعد تشغيل مشروع «مجمع المكاتب الحكومية»، حيث تم توفير المواقف بمساحات كافية وذلك بالسماح لمركبات الإسعاف بالوقوف أمام المكاتب تحت مظلات المجمع، حيث إن الموقع يوفر عليهم سرعة الانطلاق والوصول إلى كافة الفنادق والساحات دون عناء ويقدم خدمة أسرع وأفضل للزائر. يذكر أن المجمع الحكومي الذي تشرف عليه هيئة تطوير المدينةالمنورة التي يرأسها أمير المنطقة يضم عدة جهات حكومية شرعت في إعداد فروعها في المجمع الذي يتضمن عدة لوحات علت مداخله على امتداد الشارع الرئيسي في الناحية الجنوبية كتب عليها «مشروع تهيئة المباني لصالح المسجد النبوي وما يحتاجه من خدمات»، ولازال يخضع لتحسينات وأعمال تطوير وترميم فيما شرعت الجهات الأمنية والدفاع المدني والهلال الأحمر والصحة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تشغيل مراكزها في المجمع.