استعدت مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة اليوم لاستقبال وتوديع الجمعة الأخيرة من شهر رمضان لعام 1430ه، حيث تحتضن العاصمة المقدسة وطيبة الطيبة قوافل المعتمرين والزوار الذين جاءوا من كل حدب وصوب لصلاة الجمعة الأخيرة وحضور ختم تلاوة القرآن الكريم بعد صلاة العشاء وسط أجواء إيمانية يعطرها سكب الدموع والعبرات طلبا للمغفرة بألسنة تلهج بالدعاء بمختلف اللغات واللهجات. ووسط هذه الأجواء الروحانية وضعت جميع الجهات المعنية خططا للتيسير على ضيوف الرحمن من أجل تسهيل تأدية شعائر الصلاة بكل يسر وسهولة.. وتأتي هذه الخطط كحبات متراصة في عقد من العمل المتواصل استمر طيلة الشهر الكريم من أجل راحة من يفدون إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، انطلاقا من توجيهات القيادة الرشيدة التي تولي اهتماما كبيرا للحرمين الشريفين ومن يفد إليهما. ففي مكةالمكرمة، ركزت الأجهزة والقطاعات الحكومية في خططها التي أعدتها بمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، على تكثيف أعمالها ومضاعفة جهودها وتجنيد كافة طاقاتها البشرية والآلية لخدمة قاصدي بيت الله الحرام، وتقديم هذه الخدمة وفق منظومة متكاملة لتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. فمن جهته، أكد مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني أنه تم استنفار جميع القوات الأساسية، شرطة الحرم، قوة الطوارئ، الدوريات، قوات الدعم، إضافة إلى تواجد القادة منذ وقت مبكر لتنظيم دخول السيارات إلى المنطقة المركزية، وتنظيم وإدارة حركة المشاة في ساحات الحرم، وإيقاف تدفق المصلين للمسجد الحرام في حالة عدم توافر أماكن وتوجيه المصلين إلى الساحات الخارجية. فرز السيارات ويأتي ذلك بالتوازي مع استنفار نقاط فرز سيارات المعتمرين ومنع دخولها إلى مكةالمكرمة وتحويلها إلى المواقف المخصصة على مشارف العاصمة المقدسة. ولتسهيل الحركة المرورية ركزت إدارة المرور على تكثيف الدوريات وتواجد الضباط والأفراد ميدانيا لمتابعة حركة السير وتنظيمها وحظر الوقوف في الأماكن الممنوعة. وأوضح مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد العتيبي أن الخطة ستحقق الانسياب المروري في المنطقة المركزية، حيث تم الاستفادة من تجارب الأعوام السابقة في وضع خطة تراعي كثافة المصلين. فيما استكملت المديرية العامة للدفاع المدني خطتها التشغيلية لمواجهة حالات الطوارئ. وأكد مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبد الله التويجري أنه تم دعم العاصمة المقدسة ب 4200 ضابط وفرد متخصصين و325 آلية لتنفيذ خطة الدفاع المدني، إضافة إلى 300 ضابط وفرد للمشاركة في تنفيذ خطة الإنقاذ داخل الحرم الشريف، وتوزيع 92 وحدة إطفاء وإنقاذ داخل المنطقة المركزية والطرق الرئيسية، إضافة إلى 300 دراجة نارية للتدخل السريع مدعومة بعشر وحدات إخلاء و23 فرقة للمسح الوقائي، مضيفا أن خطة تدابير الدفاع المدني لشهر رمضان التي تم تنفيذها في الخامس والعشرين من شهر شعبان الماضي لم تسجل فيه حتى الآن ولله الحمد أية حالات طارئة ما عدا بعض الحوادث البسيطة. كما أن إدارة الهلال الأحمر خصصت خمس فرق هي دراجات نارية تمركزت في محيط الحرم لعمل مسوحات ميدانية على مدار الساعة بهدف إسعاف الحالات الحرجة قبل وصول سيارات الإسعاف، إضافة إلى 30 فرقة إسعافية في وضع الاستعداد. وأوضح الناطق الإعلامي في الهلال الأحمر في العاصمة المقدسة عبد العزيز بادومان أن فرق الدراجات النارية تقف على أهبة الاستعداد لتقديم الخدمات الإسعافية للحالات الحرجة في المواقع التي يصعب على سيارات الإسعاف الوصول إليها بسرعة عالية، وأن الدراجات مجهزة بشنطة مسعف كاملة التجهيزات. رفع التشغيل ورفعت قوات دعم الحرم المكي الشريف من جهاته الأربع درجة التشغيل بنسبة 100 في المائة من خلال تواجد جميع القوات المشاركة في هذا العام في الميدان لتسهيل انسيابية حركة المصلين بعد أداء الصلوات. من جهته، أشار مساعد مدير الأمن العام لشؤون التدريب اللواء سعد عبد الله الخليوي إلى أن عمل هذه القوات يختص بالساحات الشمالية والغربية للمسجد الحرام، مبينا أن باب الملك فهد يشهد كثافة في الدخول والخروج، لذا يتم التركيز عليه، إضافة إلى الساحات المواجهة لفندق دار التوحيد وشركة مكة للإنشاء والتعمير. وعلى الصعيد ذاته، كشف قائد القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة العميد علي بن سعد الغامدي عن وجود 1593 ضابطا وفردا من منسوبي القوات لتنفيذ الخطة مع الاستعانة ب 110 لوحة إرشادية بعدة لغات لتوجيه المصلين والمعتمرين عن آلية التشغيل حسب الموقف من دخول وخروج. كما ركزت شرطة العاصمة المقدسة على تكثيف الدوريات الأمنية للمحافظة على الحالة الأمنية بشكل عام، وأوضح الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبد المحسن الميمان أن الشرطة وزعت أفرادها على جميع الأحياء والمناطق لمحاصرة أعمال السرقة التي قد تحدث جراء الازدحام التي تشهده أيام وليالي الشهر الفضيل. تدفق الزائرين وفي المدينةالمنورة جندت الجهات الأمنية والخدمية كافة طاقاتها البشرية وآلياتها وتقنياتها لاستقبال الأعداد الكبيرة من الزوار والمصلين، حيث من المتوقع أن تمتلئ ساحات الحرم النبوي الداخلية والخارجية والسطح، وتحديدا النواحي الغربية والشمالية والجنوبية وكذلك منطقة المظلات الخارجية التي أنشئت حديثا لاستيعاب 800 ألف مصل، وينتظر أن يتقاطر المصلون مبكرا لأداء صلاة الجمعة في الحرم النبوي الشريف قبل أن تعاود هذه الجموع التدفق على المنطقة المركزية لحجز أماكنهم في الحرم النبوي ابتداء من الرابعة عصرا لحضور ختم تلاوة القرآن الكريم. كما استنفرت شرطة المدينةالمنورة آلياتها وأفرادها لتهيئة الأجواء الملائمة لكي يؤدي الزوار والمصلون عباداتهم بطمأنينة وخشوع. العقيد محسن الردادي الناطق الإعلامي في شرطة المدينةالمنورة قال: إن الإدارة عقدت أخيرا اجتماعا برئاسة مدير شرطة المنطقة اللواء عوض السرحاني وبمشاركة الجهات ذات العلاقة لمناقشة خطة العمل التي تتضمن الجوانب الأمنية والمرورية، وهدف الاجتماع إلى تنظيم الحركة المرورية حول المسجد النبوي الشريف والطرق المؤدية إليه.. مشيرا إلى أن الخطة ركزت على تسهيل حركة السير وتنظيم توافد المصلين إلى المنطقة المركزية لما تشهده ليلة ختم القرآن من كثافة عددية للزوار والمصلين. كما أعدت إدارة مرور المنطقة خطة متكاملة لليلة ختم القرآن الكريم تركز على تعزيز المواقع التي تشهد ازدحاما في الحركة المرورية وكثافة في المركبات. وعبر العميد سراج عبد الرحمن كمال مدير إدارة مرور منطقة المدينةالمنورة عن تفاؤله بنجاح خطة إدارته لمواجهة تدفق عشرات الآلاف من المصلين والمشاة وآلاف المركبات باتجاه المنطقة المركزية، مبينا أن إدارته أعدت خطة متكاملة لمواجهة ضغط قرابة عشر ساعات متواصلة تبدأ من الرابعة عصرا حتى منتصف الليل، ويتولى تنفيذها 300 ضابط وفرد يتناوبون على تغطية فترات العمل، موضحا أنه سيتم إغلاق الشوارع أمام السيارات وقصر حركة السير على تدفق المشاة صوب المسجد النبوي الشريف أولا بأول تبعا لزيادة الضغط وحالة الازدحام في المنطقة المركزية، ومن ثم يتم ارتداد رجال المرور إلى الدائري الأوسط في وقت الذروة لمواجهة الاختناق، وسيمنع سائقو سيارات الأجرة والميكروباص من دخول المنطقة المركزية باستثناءات الحالات الإنسانية. كما وضعت إدارة الدفاع المدني كافة المراكز في المنطقة المركزية والأحياء في حالة استعداد. وأوضح العقيد منصور بطيحان الجهني المتحدث الإعلامي للدفاع المدني أن الإدارة سخرت إمكانات 800 ضابط وفرد للتواجد في ليلة ختم القرآن الكريم في كافة المراكز الدائمة والموسمية، مشيرا إلى أنه تم تدعيم المنطقة المركزية والمنطقة المحيطة في الحرم النبوي بضباط وأفراد وآليات، إضافة إلى دوريات متمركزة تعمل على مدار الساعة. كما وفرت صحة المدينة خطة متكاملة تشمل برامج علاجية ووقائية في المستشفيات العامة والمراكز الصحية الموسمية المؤقتة والتي تقدم خدماتها يوميا لمئات الزوار. وأوضح المتحدث الإعلامي في صحة المدينةالمنورة عبد الرزاق حافظ أن الخطة التي بدأ تنفيذها طيلة الشهر المبارك تهدف إلى تحقيق أعلى مستوى من الأداء للخدمات الصحية لسكان المدينةالمنورة والمقيمين وزوار المسجد النبوي الشريف، وتركز على تقديم الخدمات العلاجية والوقائية التي يحتاجها الزوار عبر المواقع المخصصة في المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي الشريف. كما يقدم 136 طبية وطبيبا مع طالبات وطلاب كليات الطب في المملكة الخدمات الإسعافية للعام الثاني على التوالي لزائرات وزوار المسجد النبوي. وحول هذه التجربة قال ممثل لجنة الخدمات الدائمة للإنسانية والسلام في المدينةالمنورة ورئيس المشروع الدكتور تركي بن غالب النزهة «إنها تجربة ممتازة جدا يتم تنفيذها بالتعاون بين الجمعية الوطنية لطلبة الطب في المملكة وهيئة الهلال الأحمر السعودي». وذكر عضو اللجنة والمشرف الإعلامي في المشروع الدكتور ماجد طولة أن التجربة تخطت الكثير من الصعاب ومنها مخالطة المصابين واحتمالية العدوى. وأوضحت نائبة الرئيس الوطني للجنة الدكتورة رحاب بنت عبد العزيز الرويثي أنه تم إعداد برنامج متكامل لتدريب المتطوعات والمتطوعين على الإسعافات الأولية والتنفس الصناعي والإنعاش القلبي الرئوي بالتعاون من هيئة الهلال الأحمر السعودي. وأضافت مشرفة التطوع في الحرم النبوي الدكتورة دعاء عبد العزيز الفريدي أن المتطوعات والمتطوعين على دراية بالإسعافات الأولية وكيفية التعامل مع مرضى السكر والضغط والربو الذين يحتاجون إلى الأوكسجين. وحول تقديم الخدمة الإسعافية خاصة لمصابي انفلونزا الخنازير أشارت عضو اللجنة الدكتورة شهد أحمد أبو حسين إلى أنه في حال لاحظت المسعفة اشتباها على المريض يتم نقله سريعا بالإسعاف إلى أقرب مستشفى.