يقوم سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت بزيارة رسمية إلى المملكة اليوم يبحث خلالها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سبل تعزيز العلاقات السعودية الكويتية في جميع الميادين، بالإضافة إلى مناقشة تعزيز العمل الخليجي المشترك، فضلا عن تداول المستجدات على الساحة الفلسطينية والعراقية والتطورات الإقليمية والدولية. وأكد سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس الوزراء الكويتي في حوار أجرته «عكاظ» أن زيارته للمملكة تأتي ضمن الزيارات الأخوية القائمة بين الشعبين الشقيقين، مؤكدا أن الزيارة ستكون فرصة مهمة للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للتشاور معه حفظه الله بشأن كل ما يهم البلدين الشقيقين في إطار التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي. وأكد سموه حرص البلدين على استقرار المنظومة الخليجية، موضحا أن قادة دول مجلس التعاون الخليجي في بياناتهم أوضحوا أن ما يمس أي دولة خليجية يمس جميع دول المجلس، كما أنهم أكدوا رفض أي تدخل إقليمي في الشؤون الداخلية الخليجية. وزاد «إن الأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية أكدت صحة المسار الذي رسمه القادة الخليجيون لشعوبهم ونأت بهم عما تشهده بعض الدول العربية من أحداث». وفيما يلي نص الحوار: • بداية ما هو هدف زيارة سموكم إلى المملكة العربية السعودية؟ وما هي القضايا التي ستكون محور الاهتمام خلال لقاءاتكم مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؟ في الحقيقة أن زيارتنا للمملكة العربية السعودية الشقيقة تأتي ضمن الزيارات الأخوية القائمة بين الشعبين الشقيقين، وستكون فرصة مهمة للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للتشاور معه حفظه الله بشأن كل ما يهم البلدين الشقيقين في إطار التعاون والتنسيق المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي، ومناقشة التطورات التي تشهدها المنطقة والتي تتطلب تشاورا سعوديا كويتيا لمصلحة تعزيز العمل الخليجي. ونحن في الكويت حكومة وشعبا ننظر بكل احترام وتقدير لخادم الحرمين الشريفين باعتباره شخصية ساسية حكيمة ولديه رؤية ثاقبة حيال إيجاد حلول لأزمات المنطقة، وحرصه حفظه الله الدائم على تعزيز العمل الخليجي المشترك. علاقتنا مع الرياض راسخة • كيف ينظر سموكم لمستقبل العلاقات السعودية الكويتية؟ في الواقع العلاقات السعودية الكويتية هي علاقات راسخة وضاربة في التاريخ، وهي لبنات وضعها قادة البلدين منذ القدم وحرصوا على تطويرها في شتى المجالات للوصول إلى مرحلة التكامل داخل البيت الخليجي، ولا شك أنها مثال نموذجي بين الدول في تنسيق المواقف السياسية تجاه كافة القضايا والتعاون الاقتصادي الذي من شأنه أن يعزز الترابط بيننا. رفض التدخل الخارجي • ما هي رؤية سموكم للتنسيق السعودي الكويتي حيال تعزيز العمل الخليجي المشترك ومواجهة التدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية الخليجية؟ لا يخفى على أحد حرص البلدين على استقرار المنظومة الخليجية، ولنا شواهد قريبة في عمل البلدين على تعزيز العلاقات الخليجية، ولقد أكد قادة دول مجلس التعاون الخليجي في بياناتهم أن ما يمس أي دولة خليجية يمس جميع دول المجلس، وكانت بياناتهم واضحة وصريحة في رفض أي تدخل إقليمي في الشؤون الداخلية الخليجية، ونحن اليوم نقطف ثمار التنسيق في المحافظة على الأمن الخليجي من أي تدخلات خارجية، فالأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية أكدت صحة المسار الذي رسمه القادة الخليجيون لشعوبهم، ونأت بهم عما تشهده بعض الدول العربية من أحداث. • على ضوء ما تشهده بعض الدول العربية من ثورات، إلى أين تتجه السفينة الخليجية في ظل ما يسمى بأحداث الربيع العربي؟ في الواقع أن السفينة الخليجية تسير بثبات رغم العواصف التي ضربت بعض الدول العربية، فخليجنا يعيش في أمان واستقرار بإذن الله في ظل التلاحم والترابط المتأصل بين القيادات الخليجية وشعوبها. الأمن صمام الأمان • التعاون السعودي الكويتي في مجال مكافحة الإرهاب أين وصل؟ وما هي رؤيتكم حيال دعم العمل الأمني الخليجي المشترك؟ من المؤكد أن الأمن الخليجي المشترك هو صمام الأمان للشعوب الخليجية، وبفضل من الله عز وجل وهذا التعاون المستمر استطاعت دول مجلس التعاون الكشف عن مخططات إرهابية أرادت المساس بالبيت الخليجي، وتولي دول المجلس أمنها المشترك أهمية خاصة تبلورت في الاجتماعات الخليجية الدورية التي يعقدها وزراء الداخلية الخليجيون، والتي أكدوا خلالها على أهمية التنسيق وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية المختصة لرصد تحركات وأنشطة التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابعها، ولا شك أن السعودية والكويت كانتا من أكثر الدول الخليجية التي تعرضت لعمليات إرهابية، لذا كان التعاون فيما بينهما في مكافحة الإرهاب على مستوى عال من الأهمية.