من أسوأ صفات الإنسان أن يقال عنه إنه إنسان عنيد؛ لأن المعاندة غالبا ما تجعل صاحبها لا يرى الحق، وإنما يصبح أسير هواه وعناده وإصراره على تحقيق ما يريد بأن تكون له الكلمة العليا في أمر من الأمور، بغض النظر عن النتائج الوخيمة التي قد تنتج عن عناده وتفرده بالرأي، وإصراره على نهج وخط لا يحيد عنهما (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم). والعناد مذموم حتى لو عاند الإنسان في أمر يخصه أو في تدبير أموال يملكها فلم يقبل نصيحة ناصح ولا موعظة واعظ. ولكن العناد يكون في أعلى درجات السوء والقبح إذا ما كان من نتائجه ضياع حقوق الآخرين، فقد تتشارك مجموعة من الناس في إنشاء مؤسسة أو شركة، أو يقومون بشكل جماعي بالاتفاق على عمل استثماري أو تجاري أو اجتماعي، أو غيرها من أمور الحياة التي تحتاج إلى المشاركة وتضافر الجهود لتحقيق نتائج وأهداف إيجابية معينة، فإذا كان من يرأس تلك المجموعة إنسانا سمحت له الظروف بالإمساك بزمام أمور مصالح المجموعة أو المؤسسة أو غيرها من الأعمال الجماعية، ثم كان ذلك الإنسان الحريص على أن يكون في المقدمة وفي الواجهة في الأمور كلها عنيدا متمسكا برأيه، معلنا أمام زملائه وشركائه في المجموعة أنه لن يحيد قيد أنملة عما رآه، كما فعل من كان قبله إذ قال لقومه (ما أريكم إلا ما أرى)، ثم ينفذ رؤيته وآراءه العنيدة على مقدرات وممتلكات المجموعة، فإن النتائج المتوقعة ستكون وخيمة على حقوق الآخرين، وضياعا للأهداف الأساسية التي من أجلها تجمعوا، ومن ذلك إضاعة الوقت، وتأخير الإنجاز، والدخول في مشاكل مالية وإدارية لا أول لها ولا آخر. وكل ذلك سببه العناد، وكون المعاند مطاعا في جماعته، فهم «يكبرون رأسه» بالكلام الزائف بقول: امض في سبيلك فإن أحدا من المجموعة لن يستطيع الوقوف في وجهك. إن الإنسان العاقل هو الذي يضع أمام عينيه الحق ولا شيء غير الحق، ويعلم أنه ما أخرج الشيطان من الجنة إلا استكباره وعناده. فإن غلبته نفسه وشهوته وغطرسته فعليه أن يتذكر الله ويعود إلى الحق لا أن يظل معاندا سادرا في غيه قائلا للجميع «يا أرض انهدي ما عليك قدي!»، فإن لم يعد إلى الحق وتمسك بعناده فإن عناده سيجعله يزداد في الظلم وتكون عاقبته وخيمة، وعندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة