أبدت المديرة الإدارية في مجلس إدارة نادي حائل المنتخب عائشة الشمري رغبتها في تسلم منصب الرئيس أو النائب، مؤكدة أنه حق مشروع لأي كفاءة تريد طرح ذاتها وتقديم ما لديها لخدمة المجتمع والحراك الثقافي. وأشارت الشمري في حوارها مع «عكاظ» إلى أنها كانت تتوقع الفوز، مبينة أنها كانت تتوقع شخصيا وصول أربع نساء لعضوية مجلس إدارة النادي، نافية في الوقت نفسه أن تسود أجواء التربص والشماتة بسبب صعوبة المنصب التي فازت به في الانتخابات، مؤكدة على أن إداراتها ستكون في مصلحة العمل في النادي، ورأت أن جميع الأسماء الفائزة من السيدات جديرة بتمثيل النادي وتملك حضورا فعالا في الساحة .. وفيما يلي تفاصيل الحوار: • هل كنتِ تتوقعين الفوز في ظل التكتلات الحاصلة في النادي؟ نعم، كنت أتوقع الفوز، فحضور المرأة في نادي حائل يمتد عبر تاريخ مشرق أثبت حضوره الفاعل المتجدد، الأمر الذي أهله للفوز في هذه المرحلة. • وهل فوزكن دليل على تغيير الصورة النمطية تجاه المرأة المثقفة في المنطقة؟ بالتأكيد، وهذا يعطي إشارة إيجابية تجاه المرأة الفاعلة في المجتمع وإن لم نستطع إقرار التغيير المطلق تجاه المرأة، فمجتمعنا محافظ بالضرورة، وتتنازعه آراء مختلفة تجاه المرأة وجدلية الظهور والتخفي. • بصراحة، هل كنتِ تتوقعين وصول أربع نساء لمجلس الإدارة؟ نعم كنت أتوقع ذلك؛ لأن المعطيات المجتمعية العامة اختزلت رؤية جميلة في قبول المرأة، فهن أكاديميات في رحاب الجامعة، وعاملات في وزارة التربية والتعليم، وناشطات في النادي الأدبي سابقا، فكان من الطبيعي أن يمتد أفق التوقع ليرحب النادي بالمرأة في مجلسه الإداري. • كيف ستديرين النادي كأول مديرة إدارية في تاريخ الأندية الأدبية خصوصا أنه سيكون تحت إدارتك مجموعة من الرجال؟ وألا تخشين من فشل تجربتك لتكون فرصة للمتربصين والشامتين؟ لسنا بصدد الحديث عن الشماتة والتربص، فالأجواء الثقافية التي ظللت نادي أدبي حائل لسنوات طويلة كانت مفعمة بالتواصل الحر، والاختلاف القوي، والتنوع حد التناقض، لكن لا يمكن لي أن أصفه بجو التربص والشماتة مما لا يليق بالمثقفين والرسالة التي يقومون عليها، وهذا يعني أن قبول إدارة المرأة ممكن جدا لا سيما عندما تتأطر بالعقلانية والجدية، وفي نهاية الأمر فإدارة المرأة أو الرجل تصب في مصلحة العمل وأرجو ألا تؤخذ على محمل البعد النوعي فهذا مما لا ينبغي أن يكون. • سمعنا عن أن عبدالله البطي تنازل عن منصب المدير الإداري لصالحك ماصحة ذلك؟ وهل تعتبرية ثقة في المرأة لتتبوأ هذا المنصب الحساس؟ لا، لم يتنازل الدكتور عبدالله البطي لصالحي إنما رفض تبوؤ المنصب الإداري، مما دعا لإعادة التصويت على هذا المنصب من جديد، وكنت مرشحة وفهد التميمي حيث نلنا ذات نسبة الأصوات الحاضرة، ثم كان صوت هند الفقيه التي اقترعت هاتفيا هو المرجح لصالحي. • وهل كل الفائزات الأربع يستحقين الفوز أم أن هناك أسماء غابت أو غيبت كان حضورها أولوية؟ الأسماء الفائزة لها حضور عريق في ساحة الأدب والمعترك الثقافي والأكاديمي، ولم يرق لعلمي أن أحدا غيب تعمدا، أي اسم جدير بالبقاء. • وهل كنتِ تطمعين بمنصب نائب الرئيس أو حتى منصب الرئيس؟ نعم، فهذا حق مشروع لأي كفاءة تريد طرح ذاتها وتقديم ما عندها خدمة للمجتمع والحراك الثقافي، فما بالك وقد كفل هذا الحق عبر القنوات الرسمية في وزارة الثقافة. • وهل المرأة المثقفة مهيأة لتصبح رئيسة للأندية الأدبية أم أن الوقت مازال مبكرا؟ المرأة السعودية المثقفة أهل لأن تتولى أي منصب وقد أثبتت نجاحها في كثير من المجالات فلماذا نشكك في قدرتها على تولي منصب في أي ناد أدبي، وأسمح لي بالقول: إن زمن التشكيك بأهلية المرأة قد ولى، فأنا سيدي الكريم أقبل ذلك في ظل العصور الوسيطة الماضية، ولكن لا أقبل التشكيك بهذه القدرة الفاعلة التي خلقها الله سبحانه على سوية الرجل لأن تكون محلا للمراهنات في القرن الواحد والعشرين. • ما رأيكم بمنع الوزارة النساء من الترشح لمجالس الإدارة ومن ثم عودتها عن القرار خلال يومين؟ قرار ينم عن المرونة، وقبول الوزارة للآراء المتباينة، وهذه نقطة تحسب لها لا عليها. • القبيلة هل هي عائق عن الانفتاح الثقافي؟ لا، لم تكن عائقا والدليل وصولنا للمجلس الذي يعكس رؤية تنويرية تجاه المرأة، وإرادة حقيقية بتطوير أدائها وإثبات ذاتها. • وهل تتوقعين فوز النساء في باقي انتخابات الأندية الأدبية؟ ما حصل مرة مؤهل لأن يتكرر مرات عديدة، وهذا هو المأمول. • هل دعم الوزارة كان وراء حضور المرأة القوي في انتخابات مجالس إدارات الأندية، خصوصا منطقة حائل؟ كفالة الوزارة لترشيح المرأة وتذليل العقبات في سبيل مشاركتها الانتخابية تشكل مولدا حقيقيا لحضورها ابتداء وفوزها لاحقا. وتحمل عائشة الشمري الماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي، في أطروحتها «شعر المديح في ضوء منهج الأدب الإسلامي»، وبكالوريوس لغة عربية من كلية التربية للبنات بحائل 1423ه. وتعمل وكلية كلية القبول والتسجيل في جامعة حائل عام 1431ه، رئيسة اللجنة النسائية في النادي الأدبي الثقافي بحائل عام 1430ه، عضو هيئة تدريس حاليا في جامعة حائل قسم اللغة العربية من عام 1428ه. وعملت في بنك الرياض «أخصائي اتصالات» لمدة 8 أشهر عام 1427ه، ومدربة من مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني من عام 1431ه.