القسوة والاضطهاد والطلاق والضرب والشتم وتحمل المسؤولية والعيش من دون أوراق ثبوتية، كل ذلك عانته آمنة بنت حزام منذ زواجها من الشخص الذي تم اختياره لها من أفراد أسرتها. وما زالت تعاني أكثر منذ انتقالها من منزل زوجها وطلبها الطلاق منذ خمس سنوات إلى أن وافق زوجها على الخلع ودفع جميع التكاليف. أصبحت آمنة بعد انفصالها عن زوجها تعاني من عدم الحصول على أوراق ثبوتية تغنيها من سؤال الناس وتساعدها في الحصول على عمل تستطيع من خلاله توفير لقمة العيش ودفع مكان الإقامة واستئجار منزل تعيش تحت سقفه. وآمنة مقيمة يمنية تبلغ من العمر 35 عاماً تزوجت منذ نحو 19 عاماً وأنجبت خمسة أطفال، تقول ل «الحياة»: «توفي والداي وأصبح التحكم يصدر من إخوتي الحاصلين على الجنسية والذين يكفلوني وزوجي، وكنت في كل مرة أتشاجر مع زوجي يضربني فأنتقل إلى منزل أسرتي، وأكثر أمر كان يزعجني ويثير الشجارات بيني وبين زوجي تدخل أفراد أسرته في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا، وأيضاً ممارسته للسطوة علي بضربي وشتمي أمام أطفالي». وتضيف: «الخلاف الأخير قبل طلبي للطلاق كان بسبب احتياجي إلى إجراء جراحة فتق رفض زوجي تحمل تكاليفها، وطلب مني أن أذهب إلى أسرتي ليتكفلوا بمصاريف الجراحة، وبعد انتقالي لهم ورفضهم مساعدتي حاولت ممارسة عمل من المنزل لأتمكن من الحصول على مبلغ الجراحة من دون علم زوجي، لكن تحملي مسؤولية نفسي ومصاريفي منعني من تكملة المبلغ وبعد علم زوجي بعملي قام بإهانتي وضربي وكان هذا آخر خلاف تم بيننا»، موضحة بأنها خلال فترة رفع قضية الطلاق عادت إلى السكن مع زوجها ثلاث مرات، لتكون قريبة من أطفالها الذين منعت رؤيتهم، وتشير آمنة إلى أنها أجرت الجراحة على حساب مؤسسة مكة الخيرية وبمساعدة من إحدى صديقاتها، «اتضح أنني أعاني أيضاً من حصوات في المرارة وأجريت الجراحة أيضاً على نفقة أهل الخير، وكنت أخذت أوراقي الثبوتية وشهادتي من أخي»، مستدركة: «لكن أثناء الجراحة قام أحد إخوتي بأخذ الأوراق جميعاً وتسليمها لزوجي بشرط أن يستلمني من المستشفى. ولكن ما حصل أن زوجي استلم الأوراق ولم يحضر لإخراجي من المستشفى، وبعد خروجي ذهبت للعيش عند إحدى أخواتي واتفقت معها أن أنقل كفالتي عليها ووافقت». ولا تخفي آمنة أنها طلبت قبل الخلع أن تعود للعيش في المنزل للاهتمام بأولادها، شريطة عدم وجود علاقة زوجية، وهو ما رفضه الزوج وجعله يطلب من القاضي الخلع وإعادة أمواله إليه، لافتة إلى أنها: «استغربت موقف زوجي بعد إتمام الخلع واهتمامه بي وسؤاله عن إكمالي لأوراقي وتغيير طريقة تعامله معي وإحضار أطفالي لأراهم بين فترة وأخرى». وتستطرد: «بعد خلعي لزوجي انتقلت للعيش في مدينة جدة وبدأت معاناتي في البحث عن عمل ومنزل استأجره، ولكن بعد رفض مالكي المنازل تأجيري طلبت من شقيقتي أن استأجر المنزل باسمها وبالفعل وافقت، ولكن بعد فترة طالبتني بإخلاء الشقة بسبب أني أقطن في جدة وحدي وهي متخوفة علي من كلام الأسرة، وأخبرتني أنها رافضة أيضاً نقل كفالتي عليها». وأكدت أن شقيقها الذي يكفلها وزوجها طالب بتسفيرها إلى اليمن عند شقيقها الكبير والعيش هناك، «مع أنني ولدت هنا ولا أعرف أحداً في اليمن، لأن والدي كان يعيش في المملكة منذ أكثر من 60 عاماً قبل وفاته». وتلفت آمنة: «ساعدتني هيفاء إحدى الأخوات بإيصال مطالبي إلى إحدى الجهات الرسمية التي ختمت لي ورقة أستطيع من خلالها التنقل إلى أن أجد كفيلاً لي، وقد حاولت قبل سنوات عدة في الحصول على الجنسية السعودية وتوافرت لدي جميع النقاط المطلوبة لكن النقطة التي لم أستطع توفيرها افتقاري إلى شهادة عليا تحتاج لعملها الدولة». وتسعى آمنة حالياً إلى الحصول على إقامة سارية المفعول مع تجديد إقامتها ونقل كفالتها على شخص يخاف الله، مطالبة أشقاءها بتقسيم ميراث والدهم بحسب الشرع، حتى يتسنى لها إيجاد منزل يؤويها.