منذ 30 عاما، وأم إبراهيم التي تبلغ من العمر (60 عاما)، وهي تعاني من ربو مزمن مع زيادة في الوزن حتى تجاوز وزنها 250 كجم، وتسبب زيادة وزنها في تعرضها لجلطة في شقها الأيسر من الأعلى للأسفل، ومنذ ذلك الوقت أصبحت طريحة الفراش مستسلمة لمرضها الذي ازداد مع فقدانها لزوجها قبل خمسة أعوام. وفيما كانت تفكر في ظروفها، إذ دخلت ابنتها المتزوجة وفي يديها طفليها أكبرهما لم يتجاوز الخامسة من عمره، باكية وتقول لها إنها طلقت من زوجها، وضاقت الدنيا بالعجوز وهي تسمع من ابنتها ذلك الكلام وترى حفيديها أنهما سيعيشان بعيدا عن والديهما، واستسلمت لقدرها وقررت أن تصارع ظروف الحياة القاسية، لكنها تلقت صدمة أخرى، فابنتها الثانية جاءتها لتبلغها أنها لحقت بأختها وأصبحت مطلقة مثلها، ودارت الدنيا بالعجوز وأظلمت في وجهها، وهي ترى ابنتيها تعيشان معها مطلقتان، وقبل أربعة أعوام فيما كانت تفكر في إيجاد مخرج لها ولابنتيها ينهي آلامهم أو على الأقل يخففها، وجدت نفسها أمام معاناة ثالثة، فابنتها الثالثة المتزوجة اختلفت مع زوجها وجاءت لتسكن معها في البيت، بعد أن رفضت الاستمرار في العيش مع زوجها. أم إبراهيم التي تسكن مع أبنائها في أبها جنوب المملكة، تخشى على نفسها وعلى أبنائها من قسوة الحياة، خاصة أنهم يعتمدون على معونة الضمان التي يحصلون عليها شهريا والتي لا تساعدهم على توفير احتياجاتهم والتي حالت دون ترميم منزلهم المتهالك.