ثمة خطان متقاطعان يقسمان رواية السيد الرئيس إلى أربعة أجزاء، ويبدو أن كل جزء من الأجزاء الأربعة يشبه ملامح ما، ذلك هو غلاف الترجمة الجديدة لرواية «السيد الرئيس» للكاتب الجواتيمالي الحائز على نوبل في الآداب ميجيل أنخل استورياس، الصادرة عن مؤسسة (أروقة) للدراسات والنشر والترجمة. وتفضح الرواية سلوكيات وممارسات الديكتاتوريات التي سيطرت على العالم الثالث، وتقديم قراءة داخلية نفسية واجتماعية وسياسية وثقافية لتلك الأنظمة. وبالرجوع لكاتب الرواية أستورياس الكاتب والدبلوماسي الجواتيمالي نجده عاش طفولة قاسية في ظل دكتاتورية أسترادا كابريرا، حيث لم يكن راضيا عن ذلك ليعبر عن هذا الوضع بالمشاركة في نضال الطلاب عندما كان طالبا في جامعة جواتيمالا الوطنية، التي حصل منها على إجازة في الحقوق، ليواصل مشواره مع العلم والأدب والجوائز متوجا هذا المشوار بحصوله على جائزة نوبل للآداب عام 1967م، وعلى جائزة لينين أيضا، فيما منعت روايته «السيد الرئيس» من النشر داخل جواتيمالا لمدة تزيد على العشر سنوات. الرواية التي احتضنها مترجما إياها الشاعر والروائي التونسي جمال الجلاصي، المولود في مدينة قليبية في غرة جولية 1968م، تميزت ترجمته بالواقعية والحرفية الفنية حيث درس الجلاصي العلوم القانونية، وتحصل على أستاذية التربية المدنية، وعمل عضوا مؤسسا لنقابة كتاب تونس، وصدر له الأوراق المالحة (رواية)، الإقامات (شعر) عن وزارة الثقافة الجزائرية، أعشاب اللغة (شعر)، حكايات عمي البحر (قصص أطفال)، لذلك كانت هذه الرواية في ترجمتها إلى العربية تحمل الفنية والأدبية. إصدارات المؤسسة العربية والمترجمة، تضمنت كتاب «في غابة التناقضات» للروائي الفرنسي جان ماري جوستاف لوكليزيو، الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 2008م، حيث ترجمت هذا الكتاب الباحثة المغاربية أمينة الصنهاجي الحسيني، وقدم له الشاعر اليمني هاني الصلوي. يقول لوكليزيو في الكتاب: «هناك نوع من النفاق الكبير في الإيكولوجيا، كما تمارس اليوم بشكلها المتشدد، فبعد أن نهبت الدول الغربية الأرض تريد منع غيرها من التقدم، والوصول للتطور، تمنعها من استعمال ثرواتها الأولية. والحقيقة إنه لا يمكننا أن نمنع بلدا مثل البرازيل من استغلال كل إمكانياته للخروج من حالة الفقر»، وأضاف: «لقد كنت بجانب الكاتب المالي (آمادو هامباتي با) يوم تسلم جائزة أدبية، فجاءت إليه سيدة، توجهت إليه هو هذا الفتى الإفريقي جدا، وسألته: «ماذا تنوي فعله لإنقاذ الفيلة؟ فأجابها: «سيدتي، الفيلة حيوانات قذرة تدوس مزارعنا»، حتى أن السيدة أصيبت بصدمة بالغة حينها. وللمؤسسة إصدارات استهلت بها أنشطتها الثقافية الجديدة المجموعة الشعرية الأولى «يطلي حروفه بضجر» للشاعرة، المكون من 21 نصا، للمغاربية أمينة الحسيني، بعد إصدارها المترجم للكاتب الفرنسي لوكليزيو «في غابة التناقضات» ، إضافة إلى مجموعة «الصعاليك يطرقون أبواب النهار» للشاعر العراقي عباس باني المالكي، الذي يتضمن 21 قصيدة نثرية، كتاب «باتجاه الجنوب شمالا» للشاعر والمترجم العراقي عبد الكريم كاصد، وهو كتاب في السرد الرحلي. وضمن اهتماماتها بالترجمات الشعرية العالمية أصدرت المؤسسة «أروقة» منتخبات شعرية للشاعر الويلزي آر. إس. توماس بعنوان: «ربة الشعر الآن هي الكمبيوتر» للمترجم الشاعر العراقي عبد الكريم كاصد، حيث يضم خمسة أقسام .. الأول: نماذج من قصائده عن طفولته والطفولة عموما وما يتعلق بها من مراحل حياتية أخرى، أما القسم الثاني فيضم تأملاته الأرحب ومراثيه التي كتبها بعد رحيل زوجته الأولى، بينما القسم الثالث يضم نماذج من قصائده التي أثارتها لوحات معينة لفنانين كبار نشرت معها في مجموعته (بين هنا والآن)، وكذلك ضم القسم الرابع نماذج هي أقرب إلى صخب الواقع بما فيه من شخوص وأحداث ومواقف، بينما القسم الخامس والأخير فضم ست قصائد منشورة للشاعر في مجلة (أجندا) قبل رحيله سنة 2000م، وللحقيقة يعد الشاعر توماس من أهم الشعراء الذين كتبوا باللغة الإنجليزية في القرن الماضي حيث برزت قصائده بشكل ملحوظ لاسيما قصائده الأخيرة التي نشرتها مجلة «أجندا». من الكتب الأخرى التي صدرت مؤخرا مجموعة للكاتب غريب عسقلانى بعنوان: «هل رأيتِ ظل موتى؟»، وتقع في 64 صفحة من القطع المتوسط، وتتضمن خمسة عشر نصا، تتنوع ما بين الطول والقصر. ومن عناوين النصوص المتوالية، «همس الصمت، جاء في الأثر، ثقب في الخاصرة، نادل المقهى العجوز، عذابات العرافة، في سفر الرؤيا، في مقام الانتظار، وغيرها. إضافة إلى ديوان «عندما كنت صغيرا كانت المآذن أعلى» للشاعر السوري مازن نجار، الذي يضم خمسة أقسام هي: مدخل، كائنات، منطق الطير، أنوات، وهي. و «عندما كنت صغيرا» وهو الديوان الثالث للشاعر في رحلته الشعرية، بعد ديواني «أطوار السرب» 2003م، و «ممطر نحو السماء» 2007م. وضمت قائمة المترجمات العربية للمجموعة القصصية «نحيب اللوز» للكاتبة الفرنسية الجزائرية إيزابيل إبرهاردت، وقد قام بالترجمة الجزائري حسن دواس. وبحسب رئيس المؤسسة هاني الصلوي، فإن هذه الباكورة من الإصدارات تأتي كتتويج لمسيرة طويلة من الإعداد والجهود التي بذلها المؤسسون من أجل ظهور المؤسسة إلى الوجود لإنتاج فعل ثقافي نوعي، يستوعب مستجدات الواقع، ومتطلبات التغيير التي تشهدها المنطقة العربية.. وقال الصلوي: إن «المؤسسة تعمل حاليا على مراجعة عدد كبير من الترجمات والكتب التي تنوي إصدارها في الأسابيع والأشهر القادمة»، وأضاف: إن «المؤسسة تعتزم رفد المكتبة العربية بأكبر قدر ممكن من الإصدارات النوعية، وخصوصا في الترجمة، إلى جانب العديد من الأنشطة الثقافية، التي بينها ملتقى النص الجديد الذي يتم الإعداد له حاليا». مبينا أن (أروقة) مؤسسة ثقافية أنشأها عدد من المثقفين العرب، يرأسها ويدير أنشطتها الشاعر اليمني هاني الصلوي.