أوضح مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن من يفتي بغير علم من أكبر الكبائر، مشيرا إلى من أضلوا وتكلموا في شيء لا يحسنونه، متطرقا في خطبة الجمعة من مسجد الإمام تركي بن عبدالله في الرياض إلى التعصب في القضايا العلمية، مشيرا إلى أنها واحدة من مظاهر اتباع الهوى. وبين أنه عند الرد على مفت أو كاتب لا يكون الهدف منه إظهار المساوئ والتجريح والإهانة، ولكن بيان الحق وإظهاره، والصدق والإخلاص في القول، وأن يتقبل الرأي أو الفتوى، ويبتعد عن الهوى والتعصب. ودعا المسلمين إلى عدم التعصب لرأي أو موقف أو تصور، موضحا أن الشريعة لم تدع مشكلة إلا ووضعت لها حلا، ومطالبا بالاعتدال في النظر لقضايا الأمة عند مناقشتها، والبعد عن الهوى فيها، بحيث يلتزم المسلم الحق ويتقي الله في ما يقول أو يكتب عند معالجته للقضايا، وأن يكون منظوره الخير والصلاح والهداية، ولا يكون طالبا للشهرة. وأكد أن من مظاهر إتباع الأهواء، أن يعهد بالأعمال لغير الأكفاء المتخصصين، الذين يعجبون بأنفسهم وآرائهم ويغترون بها ويتعالون على الناس، فيدعي المغرور أنه الأعلم، والأذكى، والأكثر معرفة. كما أن منهم من يحكمون على الأشخاص بغير علم أو دراية، يبنون أحكامهم على الأهواء، ويصدرون الأحكام الجائرة على الأشخاص دون دراية بحقيقتهم، والأزواج الذي لا يعدلون مع زوجاتهم، ومن يفرق بين أبنائهم في المعاملة والميراث والعطاء بلا سبب شرعي. وقال آل الشيخ: «إن من المظاهر السيئة لإتباع الأهواء؛ الصدود عن الشريعة، والإعراض عنها، وعدم الاستماع لقول الله ورسوله، والإخلاد في الأرض، وعدم الانقياد للشرع، وظلم العباد في أموالهم وأعراضهم ودمائهم، وسفك الدماء، وقتل الأنفس بغير حق، وقلب الأمور فجعل الصحيح سقيما، والباطل حقا، والحق باطلا، والقبيح حسنا، والحسن قبيح، والحلال حراما، والحرام حلالا. وتطرق إلى المضلين الذي يتبعون الأهواء، موضحا أنه يقلبون الحقائق، ويزينون الباطل، ويكرهون الحق، ويبغضون الحسن، ويحبون القبيح، ويعرضون عن العدل، ويحبون الظلم، وعندما يحكمون بين الناس لا ينصفون المظلوم بل يكونون عليه مع الظالم، ويشهدون الزور، ويظلمون المعسر، ويجعلون الميسور معسرا.