حذّر سماحة مفتي عام المملكة،رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من اتباع الأهواء في الأقوال والأعمال، والحكم على الناس والفتوى في المسائل الشرعية، وفي التعامل مع القضايا العامة والخاصة بالأمة، وطرح الآراء وتقبّل الرأي الآخر وتصحيح الردود، وتقييم العمال وأداء التكليفات، وتحمّل المسؤوليات الوظيفية، وأداء الحقوق، والحكم على الأشخاص والأعمال، وطالب سماحته الجميع بتقوى الله والالتزام بكتاب الله وسنة رسوله فيما يقولون وفيما يفعلون، واتباع الحق والبعد عن الباطل، والابتعاد عن الأهواء الشخصية، والإضرار بالآخرين ، والابتعاد عن التعصب والتعالي والكبر ومعاملة الناس بفوقية، لجاهٍ او لعلمٍ او لمالٍ او لمسؤولية، وأن يكون التعامل بين الناس بالحسنى ولإحقاق الحق والبعد عن الباطل . جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها بالرياض،وبين سماحته خطورة ذلك وما يترتب عليه من عقوبات عظيمة من أبرزها أنه سبب في دخول النار، والطبع على القلب، وإضلال الناس بغير علم، والوقوع في الردى، والفساد في الارض والسماء، وعدم الانقياد للشرع، وظلم العباد في أموالهم وأعراضهم ودمائهم، وسفك الدماء وقتل الأنفس بغير حق، وقلب الأمور وجعل الصحيح سقيمًا، والباطل حقًا، والحق باطلًا، والقبيح حسنًا، والحسن قبيحًا، والحلال حرامًا، والحرام حلالًا، ويعرضون عن العدل ويحبون الظلم، وعندما يحكمون بين الناس لا ينصفون المظلوم بل يكونون عليه مع الظالم، ويشهدون الزّور ويظلمون المعسر، ويدعون أنه ميسور الحال، في حين يدعون أن الميسور معسرا، وكذلك من مظاهر اتباع الهوى ان يعهد بالاعمال لغير الأكفاء المتخصصين، ومن ليسوا أهلاً لها، ويحمّلون المسؤوليات لغير القادرين عليها، والذين يعجبون بأنفسهم وآرائهم ويغترّون بها ويتعالون على الناس، فيدعي المغرور أنه الأعلم والأذكى والأكثر معرفة وهو غير ذلك، وكذلك من يحكمون على الاشخاص بغير علم ولا دراية ويبنون أحكامهم على الأهواء، ويصدرون الأحكام الجائرة على الأشخاص دون دراية بحقيقتهم، وكذلك الأزواج الذين لا يعدلون بين زوجاتهم، ومن يفرّقون بين أبنائهم في المعاملة والميراث والعطاءات بلا سبب شرعي . وقال سماحته: إن من مظاهر اتباع الهوى التعصب في القضايا العلمية ولو كان الحق غير ذلك، فيتعصّبون لقول أو موقف معيّن، ولو كان خطأ، والواجب الرجوع الى الله، كذلك التعصب لأشياء معيّنة، والدفاع عنها بكل قوة، والتعصب لاتباع أشخاص بعينهم حتى لو كان فيهم أخطاء يحاولون ان يجدوا لهم كل المبررات .وطالب المفتي العام بالاعتدال في النظر لقضايا الأمة عند مناقشتها والبعد عن الهوى، وأن يتقبل صاحب الرأي أو الفتوى الرّد لأن المسلم يقبل الحق ومن جاء به، ويبتعد عن الهوى والتعصب .