حذّر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ من اتباع الأهواء في الأقوال والأعمال والحكم على الناس والفتوى في المسائل الشرعية, داعياً إلى تقوى الله والالتزام بكتاب الله وسنة رسوله في القول والفعل, واتباع الحق والبعد عن الباطل، والابتعاد عن الأهواء الشخصية. وحذر سماحته من التعصب في القضايا العلمية, مشيراً إلى أنها واحدة من مظاهر اتباع الهوى, وبين أنه عند الرد على مفت أو كاتب لا يكون الهدف منه إظهار المساوئ والتجريح والإهانة، ولكن بيان الحق وإظهاره، والصدق والإخلاص في القول، وأن يتقبل الرأي أو الفتوى، ويبتعد عن الهوى والتعصب. وطالب بالاعتدال في النظر لقضايا الأمة عند مناقشتها، والبعد عن الهوى فيها، بحيث يلتزم المسلم الحق ويتقي الله في ما يقول أو يكتب عند معالجته للقضايا، وأن يكون منظوره الخير والصلاح والهداية، ولا يكون طالبا للشهرة. ودعا سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاهما من مسجد الإمام تركي بن عبد الله في الرياض أمس إلى الابتعاد عن التعالي والكبر والإضرار بالآخرين ومعاملة الناس بفوقية، لجاهٍ أو لعلمٍ أو لمالٍ أو لمسؤولية، وأن يكون التعامل بين الناس بالحسنى ولإحقاق الحق والبعد عن الباطل . وبين سماحته خطورة تلك الأعمال وما يترتب عليه من عقوبات عظيمة من أبرزها أنه سبب في الطبع على القلب ودخول النار. وأوضح المفتي أن من مظاهر اتباع الهوى إضلال الناس بغير علم، والوقوع في الردى، والفساد في الأرض, وعدم الانقياد للشرع، وظلم العباد في أموالهم وأعراضهم ودمائهم، وسفك الدماء وقتل الأنفس بغير حق، وقلب الأمور وجعل الصحيح سقيمًا، والباطل حقًا، والحق باطلاً، والقبيح حسنًا، والحسن قبيحًا، والحلال حرامًا، والحرام حلالًا، والإعراض عن العدل وحب الظلم، وعدم إنصاف المظلوم في الحكم على الناس بل الوقوف مع الظالم, وظلم المعسر بالادعاء أنه ميسور الحال, في حين الادعاء أن الميسور معسراً. وأوضح أن من مظاهر اتباع الهوى كذلك أن يعهد بالأعمال لغير الأكفاء المتخصصين، ومن ليسوا أهلاً لها، ويحمّلون المسؤوليات لغير القادرين عليها، والذين يعجبون بأنفسهم وآرائهم ويغترّون بها ويتعالون على الناس، فيدعي المغرور أنه الأعلم والأذكى والأكثر معرفة وهو غير ذلك، وكذلك من يحكمون على الأشخاص بغير علم ولا دراية ويبنون أحكامهم على الأهواء، ويصدرون الأحكام الجائرة على الأشخاص دون دراية بحقيقتهم، وكذلك الأزواج الذين لا يعدلون بين زوجاتهم، ومن يفرّقون بين أبنائهم في المعاملة والميراث والعطاءات بلا سبب شرعي . وقال سماحته: إن من مظاهر اتباع الهوى التعصب في القضايا العلمية ولو كان الحق غير ذلك، فيتعصّبون لقول أو موقف معيّن، ولو كان خطأ، والواجب الرجوع إلى الله، كذلك التعصب لأشياء معيّنة، والدفاع عنها بكل قوة، والتعصب لاتباع أشخاص بعينهم حتى لو كان فيهم أخطاء يحاولون أن يجدوا لهم كل المبررات.