نشرت الصحف في الآونة الأخيرة خبر موت شابة صغيرة في السادسة عشرة من عمرها بعد وصولها مصابة بطلق ناري صادر من مسدس عائد إلى بعلها الذي جاء في الخبر نفسه أنه تجاوز ستين سنة من عمره المديد، وأن الشرطة تحقق لمعرفة إن كانت الوفاة ناتجة عن قيام شخص ما بإطلاق النار على تلك الشابة أم أنها حصلت نتيجة قيامها بالانتحار عن طريق إطلاق النار على نفسها من مسدس زوجها الذي يبلغ عمره أربعة أضعاف عمرها بالتمام والكمال! وبغض النظر عما ستتوصل إليه جهات التحقيق في الشرطة فإن نتيجة المأساة في عمقها الإنساني واحدة، فلئن كانت الشابة قد انتحرت للتخلص مما هي فيه من ضيق واكتئاب وفقدان للأمل في الحياة، فإن تفسير حالتها لا يحتاج إلى براهين مادية لكون زواجها ممن يكبرها سناً بأربع مرات لابد أن يكون من جوالب التعاسة لإي إنسانة تبتلى بمثل هذه العلاقة الزوجية غير المتكافئة حتى لو ادعت الضحية حياء أو مجاراة لأسرتها أنها قد رضيت بتلك العلاقة أو زعمت أنها سعيدة كل السعادة مع بعلها الذي تعتبر في عمر إحدى حفيداته الصغيرات لأن الواقع على الأرض سوف يجعلها تكتشف أنها قد عقدت صفقة خاسرة قدمت بموجبها شبابها الدافئ إلى الشتاء القارس فكان عاقبة أمرها خسرا! أما إن كان ما حصل جريمة قتل فإن المأساة في نتائجها العامة لا تختلف كثيرا في هذه الحالة لأن ذلك الزواج غير المتكافئ يتوقع منه أن يكون مصحوبا بالمشاكل والشكوك والغيرة الشديدة وتفسير كل حركة شاردة أو واردة حسب الوضع النفسي لمن أصبح عاجزا عن قراع الخطوب، وبالتالي لا أحد يستبعد أن تنتهي مثل هذه العلاقة المتوترة غير المتكافئة بجريمة ومأساة، فمن المسلم به ألا تصبر الشابة كثيرا على حرمانها من حقها الطبيعي في الحياة الزوجية، فإن حرمت من ذلك الحق لأي سبب من الأسباب فإن المتوقع أن ينعكس ذلك الحرمان على نفسيتها وتصرفاتها ومشاعرها ثم تتراكم الأمور بعضها فوق بعض لتنفجر في نهاية المطاف انفجارا مدوياً تنتج عنه مأساة أو جريمة تهز مضاجع المجتمع! لقد حذر أصحاب الرأي ورجال المجتمع وأساتذة الجامعات من التساهل في السماح بالزواج غير المتكافئ من حيث السن الذي عادة ما تدفع الفتيات ثمنه الآسن لأننا لم نسمع عن فتى في الخامسة عشرة من عمره يزوج على امرأة في الستين ولكن بالنسبة للبنات فإن ذلك يحصل كثيرا ويجد من يدافع عنه دفاعا مستميتا لصالح الذين يريدون تجديد شبابهم بأي ثمن كان.. للأسف الشديد؟! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة