المتأمل لسيطرة العمالة الوافدة على العديد من الصناعات والأسواق في مختلف المناطق سيقرأ الكثير من الرسائل، وسيستنتج العديد من الحقائق المقلقة، وسيحتار في تحديد مكمن الخلل الذي ساهم في تفوق وسيطرة هذه العمالة وتضييقها الخناق على المواطنين في كل شيء (مزارع، محلات تجارية، مناطق صناعية، صيد أسماك .. إلخ) وما يتصل بها من خدمات من خلال تكتلات عمالية لا يمكن أن توصف إلا ب «الاستحواذ المنظم» والتي تتشكل نسبة منها من العمالة غير النظامية ومن القادمين بتأشيرة عمرة ومجهولي الهوية إلى جانب مخالفي نظام العمل. لقد أصبح أغلب أفراد العمالة بوضعهم الحالي مستثمرين ورجال أعمال يرتدون جلابيب عمالة عادية حاملين معهم عدتهم وعتادهم من المال والأساليب والحيل لتحقيق أهدافهم، وهو ما مكنهم من فرض تواجدهم والسيطرة التدريجية على كل ما يرون أنه محقق لمجتمع الوافدين؛ الأمر الذي شكل تأثيراً وضغطاً كبيرين على توجهات المواطنين الراغبين في الاستثمار في تلك المجالات، وإعطاء الإشارة للمعني في هذه الشبكة العمالية للتفاوض على استئجار الموقع أو شراء كامل المحصول أو استئجار المحل وبمبالغ مالية متواضعة يضطر المالك لقبولها خوفاً من الخسارة، مما يثبت عملياً أنهم مجموعات مدعومة تعمل من خلال شبكات ذات طابع تنظيمي وأهداف ومسؤوليات جماعية وفردية ملزمة لأعضائها. إن البعض من هذه العمالة يلجأون لأساليب وحيل تتفق مع طبيعة الشريحة المستهدفة في سبيل إقناعهم بالبيع أو التأجير، موهمين إياهم بأن هذه المهنة أو تلك أمر تشوبه المشقة وارتفاع التكلفة التشغيلية وبحاجة للمتابعة والتواجد المستمر، إلى جانب ما تتميز به أسواقنا من سيطرة الوافدين على وظائف المبيعات والتسويق للشركات والمؤسسات التجارية وضعف تعاونهم مع المواطن الذي يدير متجره بنفسه مما يجعله يستسلم في نهاية المطاف للتأجير أو البيع، بالرغم من رغبة الكثير من الشباب الطموح الانخراط في سوق العمل التجاري والزراعي والصناعي لخدمة ذاته ومجتمعه إلا أنه يفاجأ بهذا التيار الجارف الذي خرج عن مساره وأصبح يشكل تهديداً لكل من يقف في طريقه. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة