أدت الإجازة المرضية التي حصل عليها مدير فرع التسليف في الليث، إلى تعليق ملفات أكثر من 500 مواطن ومواطنة تقدموا للحصول على قروض الزواج ومساعدة الأسر وترميم المنازل، ما تسبب في تجمع أعداد غفيرة من المواطنين أمام البنك، فيما أبدى المتقدمون امتعاضهم وتذمرهم من سوء التنظيم ما أدى إلى حدوث مشادة واشتباكات بالأيدي بين الجموع من النساء والرجال وحراس بنك التسليف. مفاجأة ودهشة «عكاظ» زارت فرع بنك التسليف ووقفت في جولتها على سير العمل داخل البنك، وكانت المفاجأة التي عقدت الألسن ورسمت الدهشة، اعتماد البنك على موظف واحد لا ثاني له، في كل أعمال البنك من مقابلات وإجراءات بنكية وإدارية، وقد انتابنا الإشفاق على المكابدة والمعاناة التي يواجهها وهو يؤدي أعمال ومهام عديدة لأكثر من وظيفة في وقت وأحد فهو الموظف والعامل ورجل الأمن وموظف الاستقبال ومعد البيانات والإدخال في الحاسب الآلي وموزع أرقام المراجعة وما إلى ذلك من مهام، إلى أن تنتهي البيانات بإرسالها إلى بنك التسليف في جدة ليعتمدها المدير كإجراء بيروقراطي ومن ثم يتم الصرف بعد أشهر. المدير مريض وبالسؤال عن أسباب غياب مدير الفرع، قال إن مدير المكتب في إجازة مرضية نتيجة تعرضه لكسر في يده، وقام بإشعار فرع البنك في جدة الذي يعتبر مرجعيته الهرمية والرسمية، إلا أن الأخير لم يصنع شيئا واكتفى بتوجيه الموظف الوحيد بإنهاء معاملات عشرات المواطنين يوميا، ومن ثم إرسالها إلى جدة نهاية كل أسبوع مع مدير المكتب بعد فرزها وتسجيلها في الشبكة، وذلك عبر طريقة بدائية في نقل الملفات بالسيارة من الليث إلى جدة، فيما يتم إرسال أسماء المتقدمين عبر الفاكس. إيقاف الطلبات وجاء الأمر بإيقاف الطلبات فتم الإيقاف في يوم 13/5/1432ه، وذلك بعد أن تكدست الملفات التي وصل عددها إلى 300 ملف بدءا من الرقم 1001 حتى الرقم 1424 في فرع جدة، فيما لا يزال 100 ملف تقبع في مكتب الليث لعدم الانتهاء من إجراءات تبويبها وانتهاء إجراءاتها، فيما يحاول الأخير الارتباط في مكتب جدة عبر الشبكة التي لم يتم تفعيلها بعد. معاناة وبيروقراطية تحدث عدد من المواطنين إلى «عكاظ» عن المعاناة التي يواجهونها على مدار العام مع فرع بنك التسليف في الليث والبيروقراطية والطريقة التي يسير بها البنك إجراءات معاملاتهم، حيث ذكر عطية حسين المالكي وعلي الزهراني وسعيد أحمد المهداوي أن المتقدمين ظلوا ينتظرون على أرصفة البنك والشوارع المجاورة على أمل أن يخطط بالدخول والوصول لصالة قبول الطلبات، إلا أن ذلك كان بلا جدوى إلا من المحظوظين القلائل من سبقت عليهم رحمة ربي، فتجاوزوا بالصبر وحده مرارة المعاناة والانتظار، إلا أنهم دفعوا ثمن ذلك من صحتهم وراحة أطفالهم كلما جاؤوا إلى مقر البنك يفترشون الأرض ويلتحفون السماء منذ الساعات الأولى من الصباح حتى تعامد الشمس في كبد السماء، فيكون الانتظار تحت أشعة الشمس وفي طوابير غير منظمة، مشيرين إلى أن الكثيرين منهم قدموا من عدة مراكز وقرى فيما اضطر بعضهم لمغادرة الموقع، بعد أن عمت الفوضى المكان وغاب التنظيم مؤكدين أن موظف الفرع أبلغهم نية بنك التسليف إغلاق فرعه بالليث لعدم وجود موظفين. البنك يرفض «عكاظ» حاولت الحصول على رد من فرع الليث، إلا أن الموظف الوحيد رفض ذلك بحجة عدم تخويله بذلك، فيما كان هاتف فرع التسليف في جدة لا يرد بالرغم من تكرار محاولات عديدة للاتصال بمسؤولي البنك.