رائع ، رائع يا مهندس ، أنت الآن على الطريق السليم ، هكذا قلت أمس وأنا أقرأ تصريحات المهندس خالد الملحم مدير عام الخطوط السعودية ، التي قال فيها إن نسبة تأخر رحلات الخطوط بلغت 25%خلال النصف الأول من العام الحالي ، وذلك بسبب الظروف الجوية ، وأسباب أخرى خارجة عن الإرادة. حسنا لن أطالب المهندس بإعلان هذه الأسباب الخارجة عن الإرادة ، فلو كان إعلانها ممكنا لأعلنها ، لكنها أسباب خاصة جدا ولهذا فلن يعلنها وأنا وغيري نقدر له ذلك ، لكننا نرجوه ألا يعلنها في المجالس الخاصة فيشن عليه زميلنا خالد السليمان حملة كتلك التي شنها أول من أمس في مقالته الموجزة في عكاظ على المسؤول (أبو وجهين). الذي يهمني الآن أن المهندس خالد اقتنع أنه لا يوجد ضعاف نفوس ولا مجانين يتصيدون هفوات الخطوط السعودية ، وإنما هم أناس أسوياء يكتوون بنار التي تعتز بخدمتهم ، فيؤملون في الناقل الوطني الوحيد أن يراعي ظروفهم وحاجتهم إليه في هذه القارة الوطنية الضخمة وبالتالي يطور نفسه ويتلافى أخطاءه التي تحت الإرادة وليست خارجة عنها. وبما أنني كما ذكرت في مقالاتي السابقة عن الخطوط ، أصبحت زبونا دائما لها بصورة أسبوعية وأحيانا مرتين في الأسبوع ذهابا وإيابا بين جدة والدمام أو الرياض أو خارج المملكة ، فلا بد أن أقول إنه منذ ثلاثة أسابيع على الأقل بدأت شخصيا أستعيد ثقتي تدريجيا في الخطوط السعودية ، حيث انضبطت رحلاتها بدرجة معقولة مقبولة ، ولا أقول ممتازة خوفا من أن تصيبها العين (اللي ما تصلي على النبي) ، ولأنني لا أدري ماذا يحدث في رحلتي القادمة بعد غد ، وماذا قد يحدث في رحلات غيري يوميا وهل العوامل الجوية السيئة ستستمر ، أم تتدخل الأسباب الخارجة عن إرادة الكل فتلغي رحلة أو تعطل أخرى ، صحيح أنني بدأت أثق في الخطوط ، لكن تكريس هذه الثقة يحتاج زمنا طويلا، ومن المهم هنا أن يشعر أخونا خالد الملحم وزملاؤه في الخطوط أننا -أقصد ركاب السعودية- شركاء معهم لا دخلاء ، وأننا نأمل لهم النجاح في مهمتهم ، لأن إخفاقهم يؤذينا بالدرجة الأولى ، وأرجو أن يعتبرونا الترمومتر الحقيقي الذي يقيسون عليه النجاح أو الإخفاق وليس التقارير التي يرفعها الموظفون في المطارات ، فهؤلاء ومن واقع تجربة شخصية يكتبون ما يقوله بعضهم للبعض الآخر لا ما يقوله الركاب الذين كانوا يقضون أوقاتا مملة وسيئة في بعض المطارات دون أن يجدوا من يقول لهم : كيف الحال؟ إنني بوضوح وصراحة أشيد بالمستوى الذي أصبحت عليه الخطوط انضباطا وخدمة ، وأنا وغيري من عملاء (السعودية) مسرورون بأي نجاح تحققه ، فنحن في النهاية وفي المبتدأ مواطنون ، والسعودية مؤسسة وطنية ويسعدنا ، بل ونتمنى أن تكون أفضل ناقل على مستوى العالم كله ، كما نأمل من المهندس خالد وزملائه أن يستمروا في مصارحتنا بالمشاكل والعوائق التي يواجهونها ، أما النجاحات فسيتولى إشهارها الركاب أنفسهم سواء عبر وسائل الإعلام أو المواقع الإلكترونية أو في المجالس. وسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ سيكون -وأنا واثق مما أقول- أول من يشيع الثناء على ناقلنا الوطني ، وسماحته وجميع ركاب السعودية لا يطلبون ما هو خارج عن الإرادة ، إنهم يطلبون -مثلا- ألا يتأخر الطيار أو مساعده فيعطل ثلاثمائة راكب أو نحوهم ، ويطلبون إن حدث ذلك التأخير لأي سبب أن يُقال لهم السبب ويعتذر لهم أي أحد ، السعوديون قنوعون جدا ، ويكفي مثلهم الشهير (لاقيني ولاتغديني) ، فابتسمي يا خطوطنا وتكلمي مع الناس فهم لا يريدون أكثر من ذلك ، وإلى المزيد من النجاح.