لا تزال الضغوطات تحاصر الطلاب المغتربين الدارسين في المرحلة الثانوية، لا سيما مع اقتراب تخرجهم نحو الجامعات السودانية التي تشترط معادلة شهاداتهم الدراسية بالشهادة السودانية، حيث تقل نسبة التخرج وتتلاشى معها الكثير من الامنيات نحو إكمال الدراسات الجامعية، التي تشترط ايضا رسوما دارسية «بالعملة الصعبة» ورحلة اغتراب جديدة يخوضها الابناء دون الآباء. وتبدي نمارق السر الشيخ الطالبة في الصف الثالث ثانوي تخوفها من الذهاب إلى الجامعة في السودان، فهي أن ترى أن ذلك سيضطرها الى مفارقة اسرتها في جدة، وأن معادلة شهادتها بالشهادة السودانية ستقف حائلا أمام التحاقها بالكلية التي طالما حلمت بالالتحاق بها، فضلا عن الرسوم التي ستتطلبها دراستها الجامعية والتي ستكون عبئا مضافا على أسرتها التي اغتربت من أجل المال. وقالت نهال عبدالوهاب سالم، إنها التحقت بامتحان الشهادة الثانوية في السودان، لكي تحقق المجموع الذي تتطلبه الكلية التي ترغب الالتحاق بها، ولتجنب أسرتها التكاليف المالية الباهظة التي تفرض على الطلبة المغتربين في الجامعات السودانية، وكي لا تتعرض لمقصلة معادلة الشهادة في حالة تخرجها من مدارس المملكة. وتقول إسراء محمد الطالبة بالمرحلة الثانوية، إن الرسوم الدراسية تعد العقبة الثانية التي تواجه الطالبات والطلاب بعد انقضاء عقبة معادلة الشهادة العربية. وتضيف: لذا أتطلع للذهاب إلى السودان في العام المقبل، للالتحاق بإحدى الجامعات السودانية، لكنني أخشى أن يعيقني خفض الدرجات بسبب «المعادلة» من دخول الكلية التي حلمت بها منذ وقت طويل. فيما قالت علا عبداللطيف احمد النقر خريجة كلية الحاسب الآلي من فرع جامعة الرباط في الخرطوم، إنها بفضل الله أكملت تعليمها في السودان بالرغم من بعدها عن اسرتها المقيمة في جدة، الا أن ذلك اكسبها رسوما دارسية معقولة، مقارنة بالرسوم المفروضة على طلاب الشهادة العربية. مضيفة انها حاليا تؤدي الخدمة الوطنية في السودان، وتتمنى أن يحالفها التوفيق بوجود وظيفة مناسبة.