أوقفت الجهات الأمنية في جدة مشتبها يعتقد أنه يقف وراء حوادث الاعتداء على الفتيات في الفترة الماضية، إثر نجاح أجهزتها في رصد خيوط مهمة أسهمت في كشف هويته وضبطه بعد أن عمل رجال الأمن في شعبة التحريات والبحث الجنائي على ربط الخيوط والاستماع لإفادة الضحايا من الفتيات اللاتي قدمن أوصاف المعتدي لرجال الأمن من المركبة التي يستخدمها، وهيئة وجهه، وطوله، وبعض الكلمات التي يستخدمها، إضافة إلى الطقوس التي يقوم بها لاستدراج الفتاة بحجة فوزها في جائزة، ويجعلها تختار رقما، وبعد ذلك يفاجئها قائلا «لقد فزتي بتلك الجائزة». ويطلب الجاني من بعض الفتيات الصعود معه في سيارته وأخريات خدعهن بالتأكيد عليهن أنه صديق آبائهن، وأنه طلب منه إحضارها، ومن ثم يقوم بخطفها، فيما زعمت آخريات منحهن حلويات وبعض المغريات قبل أن يحملهن في سيارته المستخدمة في تلك الجرائم وكانت من نوع برادو 2006 ابيض ارتكب بها بعض الحالات، وتم التركيز عليها ليقوم في شكل مفاجئ بتغييرها إلى سيارة صغيرة سوداء اللون ارتكب من خلالها أربع حالات وكان ذلك عقب سيول جدة. وعلمت «عكاظ» أن إسقاط المشتبه به جاء بعد أعمال مراقبة ومتابعة تم خلالها التأكد من امتلاكه سيارة برادو قام ببيعها في معارض السيارات كونه يعمل دلالا للمركبات قبل أن يتملك سيارة أخرى سوداء اللون صغيرة، وهي ذات السيارة التي أكدتها الفتيات المغتصبات، وعددهن أربع فتيات، أفصحن عن الممارسات التي كان يقوم بها المعتدي وكان منها قيامه أولا بتدخين شيشة يقوم باشعالها، فيما يعرض بعض الأفلام الإباحية على الفتيات، ومن ثم يقوم بالتعدي عليهن وسط صراخهن إلا أنه يقوم عقب ذلك بالتخلص منهن عن طريق إيصالهن إلى أقرب طريق من الموقع الذي اختطفهن منه. وأفادت المصادر بأن الممارسات التي كان يقوم بها المعتدي كان تعتمد على الهدوء والبعد عن تنفيذ أية جريمة أو حالة اعتداء جديدة إلا بعد مرور فترة طويلة وصلت في بعض الأوقات إلى ما يقارب ستة أشهر، وبالتحديد إبان سيول جدة، والتي ظل خلالها المعتدي كامنا ولم ينفذ أية حالة إلا أنه عقب ذلك امتلك السيارة السوداء، ونفذ أربع حالات بحق فتيات صغيرات في السن ليصل عدد الحالات المنفذة إلى 13 حالة في مواقع مختلفة من المحافظة، منها حالتان قام باختطافهما من أمام مركز السعر المنافس جنوبي جدة، وحالة من داخل مستشفى الثغر في جدة، وأخرى من داخل سوق الجامعة مول، واختطف فتاة من السوق المركزي للذهب والمجوهرات، والحالة السادسة كانت من داخل مجمع ساوث مول التسويقي، والسابعة من بندة في حي مدائن الفهد، وحالة من أمام قصر مذهلة للأفراح، وعمل على اختطاف فتاة من مشروع الأمير فواز، ومن ثم من أمام إحدى الاستراحات في حي الأجاويد وهي الحالة الأخيرة. سقوط المشتبه به كان في حي الأجاويد بعد أن تم نشر عدد من فرق البحث الجنائي التي قامت بتفتيش مقر سكنه وجرى ضبطه داخل مسكنه واقتيد للتحقيق، حيث تعرفت إليه بشكل مبدئي فتاة أكدت أنه ذات الشخص المعتدي عليها إلا أنه لم يتم بعد التثبت من أقوال الفتاة، فيما لم يعترف المشتبه به الموقوف حتى الساعة، ولا تزال عمليات التحقيق مستمرة معه بهدف التأكد من مدى ضلوعه في تلك الحوادث من عدمه في ظل الظروف المحيطة بعملية ضبطه، ومنها العثور على الشيشة التي يقوم المعتدي بالتدخين من خلالها قبل تنفيذ جريمته، وبعض الواقيات الذكرية التي كانت داخل شقة تقع في العمارة التي يسكنها في حي الأجاويد موقع ضبطه. وللموقوف المشتبه به أربع فتيات، وولدان، ويبلغ من العمر 42 عاما، ويعمل مدرسا للغة العربية جنوبي جدة، ولم يسبق أن أوقف على ذمه أية جرائم سابقة. من جهتها، لم تؤكد شرطة جدة خبر ضبط المشتبه به أو تنفيه، في حين أكدت مصادر أن عدم الإعلان عن ضبطه يأتي في ظل حرص الجهات الأمنية على التأكد من هويته ومدى ضلوعه في تلك الحوادث، خاصة أنها بذلت جهودا طويلة خلال الفترة الماضية، بهدف ضبط الجاني، وقامت بإيقاف عدد من المشتبه بهم، والذين تم إطلاق سراحهم لاحقا بعد التأكد من عدم علاقتهم بالحادثة، وهو ما جعل الأجهزة المختصة تتمهل في عمليات الإعلان ريثما يجري التأكد من هويته ومطابقة العينات التي سحبت منه مع التي تم سحبها من ضحاياه. فيما أكدت مصادر أن إحدى الضحايا دخلت إلى مسكنه برفقة رجال الأمن، وتعرفت على الموجودات، وهي تشير إلى بعض المقتنيات منها سجادة وبعض المتعلقات التي شاهدتها إبان تنفيذ جريمته، وهو ما قد يشير إلى تورطه، إلا أن الساعات المقبلة ستكشف كل مجريات التحقيق معه.