أوقفت الجهات الأمنية بجدة أكثر من 30 مشتبها على خلفية حوادث خطف القاصرات التي شهدتها المحافظة خلال السنوات الماضية وكانت حصيلتها 13 حالة لقاصرات تتراوح أعمارهن بين 6-11 عاما. ولم تثبت الأدلة والقرائن تورطهم في قضايا الاختطاف المشار إليها، وكان من بين أسباب الاشتباه بهم ضبط بعضهم أثناء التحرش بالنساء والتردد على الأسواق وممارسة سلوكيات منافية، وكشفت التحقيقات معهم عن تورطهم في قضايا معاكسات ووجود مقاطع ورسائل مخلة في جوالاتهم وتم إحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء ثم إلى المحاكم المختصة كل حسب ما أدين به فيما لم تثبت تهمة الاختطاف على أي منهم. وواصلت فرق البحث والتحري عملياتها للبحث عن المتهم الرئيسي حتى سقط في الاسبوع قبل الماضي. وكشف مصدر أمني ان عمليات التحريات والمتابعة حصرت ما يزيد عن 3000 مركبة من نفس نوع المركبات التي توفرت معلومات عن أوصافها حسب بلاغات الفتيات، وكان من بينها سيارة تم شراؤها من إحدى الشركات بنظام التأجير وبيعت قبل سنوات لأحد الأشخاص وعملت الفرق الأمنية على إحضارها وعرضها على الضحايا الذين اكدوا انها السيارة التي استخدمها المتهم. وكشفت المصادران ضبط المتهم استلزم تغطية جميع المراكز التجارية والاسواق بفرق امنية سرية ومخبرين مشيرة انه طوال عمليات البحث والتحري تم مراقبة مايزيد عن 230 شخصاً بعد رصد تصرفات مريبة لهم داخل الاسواق، من بينهم شخص رصد وهو يلهو مع إحدى الصغيرات دون وجود علاقة بها وتم مراقبته إلى حين مغادرته السوق والتأكد من سلامة موقفه. كما أوقفت الجهات الأمنية أشخاصاً تواترت معلومات عن الاشتباه في اصابتهم بشذوذ ورغبة جامحة في التغرير بصغار السن وان من بينهم 3 أشخاص تم إحضارهم من خارج منطقة مكةالمكرمة. وعلمت «المدينة» من مصادرها ان شرطة جدة أبلغت كافة المراكز التجارية بجدة عن وجود شخص يغرر بالفتيات الصغار ويقوم باستدارجهن بطريقة سرية وتم تزويد الحراسات الامنية بتلك المراكز بمعلومات تحمل أوصاف وشكل المشتبه به وكذلك بأرقام هواتف اتصال على مدار الساعة للإبلاغ عن أي شخص يشتبه في وضعه وألمحت المصادر إلى ان الجاني الحقيقي كان يمتاز بقدرته على التغرير بالضحية التي تسير خلفه دون ان يثير الشكوك حوله او يشعر احد بما كان ينوي القيام به مشيرة إلى ان الأسلوب الذي كان يتخذه صعب من عمليات كشفه ورصده. وذكرت مصادر امنية ان عمليات البحث كانت تسير بشكل متواصل بعد تزايد الحوادث التي تم تسجيلها وان الفرق الأمنية بدأت من اول بلاغ في جمع التحريات والتي كان من بينها التحري عن وضع أول مركبة استخدمها الجاني في جريمته بعد ان أدلت الضحية الأولى بأوصاف المركبة التي كانت بيضاء من نوع برادو. وأشارت المصادر ان الجاني كان يعمل معلما بإحدى مدارس المرحلة المتوسطة بجنوبجدة و»شريطي سيارات» وكان يقوم بتغيير السيارة التي يرتكب بها الجريمة بعد الانتهاء منها مباشرة، غير انه تأخر في آخر عملية نفذها عندما تمكن من خطف فتاة عمرها 9 سنوات من أحد قصور الأفراح بنفس الحي الذي يسكنه واستخدم سيارة سوداء اللون تمكن رجال البحث من إحضارها قبل أن يبيعها. وتمكن رجا ل الأمن من الوصول إلى منزل المتهم من خلال المعلومات التي قدمتها الضحية الأخيرة وهي فتاة امتازت بدقة ملاحظتها حيث دلت على مواقع قربت رجال البحث من مكان المتهم الذي يسكن بحي الأجاويد، وسهلت على الرسام الجنائي إنجاز رسم تقريبي لشكل المنزل وموقعه مما ساعد في سرعة سقوط المتهم بيد الأمن. --------- المدينة تروي قصة سقوط الخاطف واستدراجه إلى الشرطة بدعوى حادث مروري !! روت مصادر أمنية تفاصيل ليلة سقوط خاطف الفتيات بعد التأكد من مقر سكنه ومراقبة تحركاته، وتم إعداد خطة محكمة لإسقاطه من خلال الاستفادة من المعلومات التى أدلت بها الضحية الأخيرة وأبرزها وجود صيدليتين ومسجد بالقرب من المنزل. وقادت معلومة عن إحدى المركبات التي تحمل نفس الأوصاف التي ذكرتها الفتاة وكان المتهم استخدمها في تنفيذ جريمته الأخيرة إلى تشكيل فريق عمل نفذ خطة دقيقة للإيقاع بالجاني تضمنت التعرف عليه وجهًا لوجه وفي تلك الأثناء كان رئيس وحدة الأعراض والأخلاق الرائد سلطان المالكي يقف بالقرب من المنزل برفقة الضحية الأخيرة في إحدى المركبات السرية التي قادها حتى سار بجوار المشتبه به، وأشارت الضحية إلى أنه يشبه الجاني الذي غرر بها بالفعل دون أن تؤكد بأنه هو أم لا. وترك رجال البحث المشتبه به يعود إلى منزله و تم إحضار الضحية مرة أخرى في ساعة متأخرة من الليل لتتعرف على المنزل مؤكدة أن الجاني كان من هواة شرب الشيشة وتبين بالفعل أن رائحة الشيشة تعج بمدخل العمارة، وبعد عرض تلك المعلومات على مسؤولي رجال الأمن بوحدة التحريات والبحث الجنائي تم منح الرقيب سالم الزهراني الضوء الأخضر لإحضار الجاني وهو ما تحقق حيث طلب رجال الأمن من الخاطف ضرورة حضورة لإنهاء حادث مروري كان قد وقع قبل فترة ولم يتم إقفال الملف غير أن الخاطف كان خارجًا من الصيدلية المجاورة للمنزل وطلب بضع دقائق ليحضر وينهي القضية واصطحب رجل الأمن المشتبه به وتم نقله إلى إدارة التحريات والبحث الجنائي دون تقييده حتى لا يشعر بأهمية القضية التي أوقف من أجلها. وبعد دخوله للإدارة وفرض حراسة عليه بدأت التحقيقات معه في الجرائم التي ارتكبها، وأحضر رجال البحث الضحايا الواحدة تلو الأخرى واتفقن جميعهن بأنه هو الجاني وتعرفت 5 من الضحايا على المنزل كما أثتبتت تحاليل حمض DNA قيامه بجرائمه بعد إخضاع العينات للتحاليل المخبرية والتي تطابقت بنسبة 100 %. وقالت المصادر إن عمليات البحث كانت متواصلة منذ سنوات وأن رجال التحريات والبحث كانوا يقومون بجمع أكبر قدر من المعلومات عنه، وأن آخر جريمة ارتكبها كانت بداية سقوطه عندما غرر بفتاة من أحد قصور الأفراح بجنوبجدة مدعيا بأن لديه مجوهرات للعروس وأن عليها أن توصلها لها وهي الحيلة التي انطوت على الضحية التي كانت تمتاز بذكائها وشدة نباهتها وفطنتها. وزودت الفتاة رجال الأمن بمعلومات أشارت فيها إلى أن الجاني لم يمكنها حتى من رفع رأسها إلا أنها تمكنت من مشاهدة لافتات لصيدليتين مجاورة لبعضهما البعض وكذلك قرب المنزل من المسجد الذي سمعت منه أذان الفجر. وعلى الفور تم إعداد رسم كروكي لموقع المنزل بشكل تقريبي وتزويد الفرق الميدانية وفرق الأمن بعدد من الصور. وأضافت المصادر أنه تم تكثيف عمليات البحث والتحري في جنوبجدة ومن ثم تقسيمها إلى مربعات وتحديد مواقع مشتبه بها وتولى أحد رجال البحث عمليات المتابعة والرصد لأحد المواقع وعلى مدى 4 أيام توقف أحد رجال الأمن أمام أحد المنازل التي اشتبه فيها لمطابقة الوصف مع ما جاء في أقوال الضحية، وعلى الفور تم تزويد رئيس وحدة الأعراض والأخلاق بالاشتباه في المنزل فانتقل إلى الموقع بطريقه سرية وتم تشكيل فريق أمني فرض رقابة على المنزل استمرت 3 أيام وهنا تم جمع معلومات زادت من الشكوك ومن بينها آخر سيارة استخدمها الخاطف في قضيته وسيارة من نوع وانيت اتضح بأنها تقف بشكل دائم أمام المنزل وقرب المنزل من أحد المساجد إضافة إلى ألوان باب مدخل العمارة والنوافذ وعدد أدوارالمبنى.