في تطور مثير في قضية ايقاف المشتبه به في جرائم الاعتداء على القاصرات في جدة كشفت مصادر مطلعة ل "اليوم" ان التحاليل التي رفعت من بعض الحالات التي تعرضت للاعتداء اظهرت تطابقها مع الحمض النووي للموقوف والذي يقبع حاليا لدى جهات الاختصاص بعد ان نجحت في اسقاطه بعد ملاحقة استمرت لفترة طويلة. مجمع تجاري قام الجاني بإختطاف أحد الضحايا من امامه وكانت الجهات المعنية قد رفعت عينات من حالتين تعرضتا للاعتداء احداها في حمامات عامة في حي مشرفة نجح الخاطف في استدراجها وخداعها قبل ان ينفذ جريمته والحالة الاخرى التي تطابقت فيها عينات DNA كانت لطفلة خطفت من امام استراحة في حي الاجاويد حيث كانت الطفلة تحضر مع اسرتها لمناسبة زواج وصادفها الجاني خارج الاستراحة وجرى رفع عينات عنها ساهمت في تطابقها مع العينات المرفوعة من الموقوف على ذمة التحقيق والذي لا يزال يواصل صمته . وكان رجال الأمن قد عكفوا خلال الساعات الماضية على التحقيق مع الموقوف ومتابعة كافة مجريات القضية في مسكنه والضحايا والاستماع لإفادتهن حيث قدمن أوصاف المعتدي لرجال الامن من المركبة التي يستخدمها وهيئة وجهه و طوله وبعض الكلمات التي يستخدمها بالاضافة الى الطقوس التي يقوم خلالها باستدراج الفتاة بحجة فوزها في جائزة ويجعلها تختار رقما وبعد ذلك يفاجئها قائلا لقد فزتي بتلك الجائزة ويطلب من بعضهن الصعود معه في سيارته وأخريات خدعهن بالتأكيد عليهن انه صديق والدها ويطلب منه احضارها ومن ثم يقوم بخطفها فيما زعم لاخريات بمنحهن حلويات وبعض المغريات قبل ان يحملهن في سيارته المستخدمة في تلك الجرائم وكانت من نوع برادو 2006 بيضاء ارتكب بها بعض الحالات وتم التركيز عليها ليقوم بشكل مفاجىء بتغييرها الى سيارة صغيرة سوداء اللون ارتكب من خلالها اربع حالات وكان ذلك عقب سيول جدة كما افاد الضحايا. وتمت الاطاحة بالمشتبه به على خلفية أعمال مراقبة ومتابعة تم خلالها التأكد من امتلاكه سيارة برادو قام ببيعها في معارض السيارات كونه يعمل دلالا للمركبات قبل ان يمتلك سيارة اخرى سوداء اللون صغيرة وهي ذات السيارة التى أفادت الفتيات المغتصبات وعددهن اربع فتيات عن الممارسات التي كان يقوم بها المعتدي بداخلها وكان منها قيامه اولا بتدخين شيشة يقوم باشعالها فيما يعرض بعض الافلام الاباحية على الفتيات ومن ثم يقوم بالتعدي عليهن وسط صراخهن دون ان يفض بكارتهن الا انه يقوم عقب ذلك بالتخلص منهن عن طريق ايصالهن الى اقرب طريق من الموقع الذي اختطفهن منه، كما تبين أن الممارسات التي كان يقوم بها المعتدي كانت تعتمد على الهدوء والبعد عن تنفيذ أي جريمة او حالة اعتداء جديدة الا بعد مرور فترة طويلة وصلت في بعض الاوقات الى ما يقارب 6 اشهر منها عقب سيول جدة والتي ظل خلالها المعتدي مختفيا ولم ينفذ أي حالة الا انه عقب ذلك امتلك السيارة السوداء ونفذ اربع حالات بحق فتيات صغيرات في السن ليصل عدد الحالات المنفذة الى 13 حالة في مواقع مختلفة من المحافظة منها حالتان قام باختطافها من امام احد المراكز التجارية جنوبي جدة وحالة من داخل مستشفى الثغر واخرى من داخل مول شهير واختطف فتاة أخرى من السوق المركزي للذهب والمجوهرات والحالة السادسة كانت من داخل مجمع تسويقي والسابعة من مول في حي مدائن الفهد وحالة من امام قصر للافراح وعمل على اختطاف فتاة من احد المواقع ومن ثم من امام احدى الاستراحات في حي الاجاويد وهي الحالة الاخيرة، وقد استعان رجال الامن في شرطة جدة بمختص نفسي واجتماعي لدراسة حالة الجاني والمنفذ لحالات الاعتداء وذلك بهدف رسم شخصيته ومتابعتها حيث اكد الاطباء بانه من المتوقع ان يكون شخصا يتمتع بالهدوء وصاحب علاقات اجتماعية متميزة ولا يمكن الشك به وهو ما يسمح له بالتحرك في توقيت معين لتنفيذ جريمته ومن ثم الركود لفترة دون كشفه كما انه عادة يكون في مسرح الجرائم هادئا ومتزنا مما يسمح له بتنفيذ جريمته بكل هدوء او ارتكاب أي اخطاء قد تكشف هويته، وقد تعامل رجال الأمن مع تلك المعلومات بدقة ونجحوا من خلالها في التوصل الى الحي الذي يسكنه المشتبه به قبل ان يتم ايقافه للتأكد منه ومدى تورطه في تلك الجرائم. فريق عمل لتأهيل الأطفال الضحايا من جهته أكد مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة الدكتور سامي باداود ل "اليوم" أنه وجه بتشكيل فريق عمل تحت مسمى لجنة اعادة وتأهيل الأطفال ضحايا الاعتداء الجنسي مكون من استشاري طب نفسي واستشاري أطفال واستشاري جراحة أطفال وأخصائية اجتماعية وأخصائية نفسية من مستشفيات صحة جدة لمتابعة حالات الأطفال الذين تعرضوا لجرائم الاغتصاب. وأكد مدير صحة جدة في القرار الذي أصدره الأحد بهذا الشأن أن هؤلاء الأطفال الذين تعرضوا لهذه الجريمة الوحشية سيتأثرون حتماً بهذه الحادثة الأليمة والبشعة من الناحيتين الجسدية والنفسية وكذلك من الناحية الاجتماعية مما يتسبب في إلحاق الضرر السلبي عليهم ويؤثر على مستقبلهم لا سمح الله. وقال باداود إن الواجب الإنساني والعملي يحتم علينا التفاعل مع قضية الأطفال المغتصبين وذويهم لمساعدتهم على تخطي هذه الأزمة النفسية والاجتماعية وتجاوز آلامها وأضرارها. وأشار إلى أن فريق العمل النفسي والاجتماعي سيتابع وبالتنسيق مع شرطة جدة الأوضاع النفسية للأطفال وسيعالج التأثيرات الجانبية والسلبية التي يعانون منها إلى أن يتم تجاوزها والوصول بهم إلى بر الأمان والاستقرار النفسي والاجتماعي.
حقوق الإنسان: تأخر دعم مغتصبات جدة وأسرهن من جانبه أوضح ل "اليوم" معتوق الشريف المكلف من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة بمتابعة قضية اغتصاب القاصرات بجدة أن سبب تأخر الجهات الحكومية المعنية في تقديم المساعدة الصحية والنفسية والاجتماعية للضحايا وأسرهن هو غياب المعلومة وحجبها من قبل الشرطة . وأضاف ان للشرطة العذر فى التحفظ على سرية المعلومات كون القضية طور التحقيق ولكن ليس لهم العذر فى التأخر في تقديم الدعم للضحايا وأسرهن من قبل الجهات الحكومية ، وأكد الشريف أنه يجرى حاليا اتصالات مع الشرطة للإجابة عن استفسارات عدة منها سبب غياب المعلومة للجهات المعنية وكيف تعاملت الشرطة مع هذه الحالات صحياً ونفسياً خلال الفترة الماضية ومدى صحة الرقم (13) فتاة الذي تناقلته وسائل الاعلام. جاء ذلك بعد اجتماع عقده الشريف ظهر أمس الاثنين مع مدير الشؤون الاجتماعية بمحافظة جدة عبد الله ال طاوي الذي أبدى استعداده واستعداد الوزارة للمشاركة والدعم المادي والمعنوي للضحايا وأسرهن .