يطيب لبعض العاملين في القنوات الفضائية الحديث عن تأثير الإعلام الجديد على مستقبل الصحافة الورقية مُرددين تأكيدات واهية على اندثار "صاحبة الجلالة" أمام الزحف الإلكتروني. في تجاهل لقوة الصحف الورقية ومواكبتها للتطور التقني ملبية رغبات قرائها بالتواصل معهم سواء عبر نسخها الإلكترونية على مواقع الإنترنت بخدمات تفاعلية أو بث الأخبار عبر الرسائل النصية sms بالصور والفيديو. وقبل كل شيء بوجودها "الورقي" الحقيقي الذي ارتبط به القراء بشكل حميم إلى أن تحولت عملية تقليب صفحاتها إلى حالة إدمان بالنسبة للبعض يمارسه يومياً حتى لو كان للتو قد قرأ النسخة الإلكترونية للصحيفة. وهذه عوامل تؤكد قدرة الصحافة الورقية على البقاء طويلاً. لكن ماذا عن الفضائيات التي تتبنى مثل هذا الطرح؟. في حقيقة الأمر أن "السحر انقلب على الساحر" بمعنى أن الفضائيات التي كانت تؤكد انقراض الصحافة الورقية قريباً أصبحت هي المهددة بشكل أقوى عبر الثورة الإليكترونية الجديدة القادمة والتي تختلف عما هو متعارف عليه في برامج الملتميديا أو مواقع الإنترنت المرئية كاليوتيوب وغيرها. وستأتي هذه الثورة عبر بوابة جديدة للإنترنت الرقمية هي "غوغل تي في" حيث أعلنت العملاقة غوغل مؤخراً عن قرب إطلاقها لخدمة فريدة من نوعها وبأجهزة تليفزيون خاصة بها بالتعاون مع سوني أو أجهزة ملحقة يتم إلحاقها بشاشات التليفزيون الحديثة والتي تمكن المشاهد من متابعة بث حي ومباشر لقنوات خاصة عبر "قوقل تي في" وليس عبر الفضائيات والأقمار الصناعية بالإضافة إلى تمكن المشاهد من اختيار نوع المادة المعروضة سواء فيلم أو برنامج من قوائم متعددة ومختلفة بالإضافة إلى شراء الأفلام ومشاهدتها من مواقع متخصصة كالأمازون وغيرها عبر الجهاز الجديد وأيضاً إمكانية تصفح الإنترنت عبر شاشة التليفزيون ومتصفح غوغل كورم الخاص وغيرها من المزايا العديد التي يحملها الجهاز الجديد. "غوغل تي في" ستكون التهديد الأكبر للفضائيات التي تعاني أصلاً من مواقع البث المسجل مثل اليوتيوب وغيره. لذا فبدلاً من الانشغال بمستقبل الصحافة الورقية على القنوات الفضائية أن تفكر في مستقبلها المظلم مع ثورة غوغل التي أزالت كل الحدود التي تفصل بين وسائل الإعلام الجديد لتنشئ من ذلك مارداً مخيفاً قد تنتهي على يديه إمبراطوريات تلفزيونية عريقة.