مقولة (الوقاية خير من العلاج) خرجت إلى حياتنا كحكمة، وأثبتت أنها قاعدة ذهبية لا تقتصر فاعليتها على الجانب الصحي. وموضوع اليوم يشكو منه كثير من المواطنين الذين يعملون تحت إمرة غير السعودي، وهي قضية لو أردنا بسطها سنجد أنها خرجت من مضمارها المحلي إلى مضمار عالمي لم يعد يرتهن فيها للمواطنة كأسس بين الموظف وإدارته، خاصة إذا طبقت قوانين منظمة (القات) حيث تسقط الجنسية وتصبح علاقة العمل قائمة على الجدوى والفائدة المرجوة لرأس المال.. ولو تم تطبيق البنود المنصوص عليها في التجارة الدولية لن نجد للجنسية مكانا أي أن ابن البلد لن تكون له ميزة إلا ميزة الكفاءة. وهذا أمر معلوم ومفروغ منه ولأننا إلى الآن لم نطبق الاتفاقية بحذافيرها ولا زال المواطن يبحث عن عمل متلهفا تظل علاقة العمل علاقة مضطربة وغير واضحة بين الرئيس (غير السعودي) والمرؤوس (السعودي)، فالأول غالبا تحكمه ثقافته وليس ثقافة العمل، تلك الثقافة التي ترى تسيدها وأفضليتها على المرؤوس بينما الطرف الثاني يرى أن هذا القادم يأكل خيرات بلده ويتحكم فيه (وهذه رؤية تسقط العمل نفسه وتبقى العلاقة قائمة على المواطنة)، والحالتان بهما تشويش وبحاجة إلى ظهور القواعد التنظيمية التي تحكم العمل.. ولأن تلك القواعد أيضا غائبة، يحدث اللبس وتكثر الشكوى. ولو عدنا إلى واقع الحال، فسوف نجد أن بعض الرؤساء (غير السعوديين) المنتشرين في مواقع العمل المختلفة يمارسون سلوكيات ليست من صميم العمل تسعى إلى (تطفيش) الموظف السعودي لأسباب كثيرة ليس منها كفاءة العمل، وهو سلوك مرفوض لكن هذا السلوك يصعب إثباته، فيعيش الموظف (السعودي) في حالة قلق دائم خشية على فقدان عمله بسبب تلك المنغصات مما يكسبه الشعور بعدم وجود الأمان الوظيفي.. وسبب إيراد مقولة (الوقاية خير من العلاج) أن موظفا سعوديا في أحد الفنادق الكبيرة بمدينة جدة هاتفني يشكو من رئيسه المباشر (غير السعودي) وأن الأخير يسعى بكل الطرق لإزالته من عمله بالرغم من كفاءته، ولأنه بلغ سنا متقدما لا تنفع معه (الهجولة) وخوفا على رزقه ورزق أولاده بادر بالشكوى لمكتب العمل كإثبات حالة خشية من حدوث الفصل التعسفي لكن شكواه لم تجد أذنا صاغية، فتحولت حالته إلى خوف يومي من أن يفصل بالرغم من تسلحه بشهادة أكاديمية من الولاياتالمتحدة في الفندقة إلا أن الرعب الوظيفي مستمر معه. وأرى أن الحل الأمثل لمثل هذا الخوف الوظيفي أن يقوم مكتب العمل باستقبال الشكاوى المسبقة والتي تخشى من الفصل التعسفي وتكون تلك الشكوى كمرجع عند حدوث الفصل التعسفي لكي تبقي حق الموظف في مطالباته اللاحقة مدعومة بشكاواه المسبقة. هذا الفعل يكون كفعل احتياطي مثله مثل البلاغات التي تقدم إلى الجهات الأمنية فما هو رأي وزارة العمل؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة