هموم المغترب تتعدى مسألة البعد عن الوطن، فكثير من المغتربين تحاصرهم الالتزامات المالية أو الظروف الاجتماعية والأسرية، وقد تكون مزيجا من هذه الإشكالات معا. لذا من الصعب حصر هموم الاغتراب، لكن يمكن استيضاحها من خلال الاستطلاع الذي أجرته «عكاظ» مع عدد من المقيمين السودانيين. في البدء قال عثمان سليمان رحمة أحمد رحمة إنه لم ير السودان منذ عشرين عاما. مضيفا: إنني غبت خلالها عن أبنائى وزوجتي وجميع أفراد عائلتي بسبب ظروفي العملية والمالية، ورغم سنين غربتي لم أستطع حتى الآن امتلاك منزل أو تأسيس مشروع أدر منه المال لدى عودتي إلى وطني. واستطرد قائلا: ما يؤلمنى حتى الآن وفاة والدتي بعيدا عني، وعدم تمكني من رؤية شقيقي منذ أكثر من عشرين عاما، وعزائي الوحيد في ذلك، هو أنني لازلت أعيش وسط أبنائي المتفوقين دراسيا، وهو أمر تتلاشى معه معاناتي في الاغتراب. ويرى الفاضل النور أحمد عمر، أنه حان الوقت للعودة للوطن، في ظل تراجع العوائد الاقتصادية في العديد من دول الاغتراب، إضافة إلى معاناة عدد كبير من المغتربين بسبب كثير من التراكمات والالتزامات المالية والاجتماعية، مطالبا بضرورة تقديم التسهيلات للمغتربين السودانيين لاسيما للعائدين نهائيا، خاصة فيما يتعلق بالإعفاءات الجمركية. ويقول غريب الله الصديق أحمد: إن غربته عن الوطن امتدت لأكثر من 26 عاما، تخللتها العديد من المعاناة والمناسبات السعيدة، مشيرا إلى أن الأوضاع الاقتصادية الحالية التي يعيشها العالم لاتستدعي من السودانيين ترك بلادهم لأجل المال، كما أن الالتزامات الأسرية والاجتماعية تضاعف من مسؤولية المغترب، ولذا فلا جدوى من الاغتراب حاليا.. ويضيف عبد الله الباقر الفكي أحمد بأن العودة للوطن تتطلب جهودا كبيرة من الدولة السودانية لاستيعاب المغتربين، فكثير منهم لا يملكون فرص عمل أو منازل داخل الوطن، ولذا ينبغي على الدولة السودانية مراعاة ذلك، ومراعاة وقوف المغتربين معها في أوقات المحن.