أطلقت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الأوروبيون العنان لهجوم جوي بتقنيات عالية كجزء من مهمتها في ليبيا، مستخدمة طائرات التجسس «أواكس»، لكن مركز قيادة العمليات للثوار في شرق البلاد، لا يتمتع بالتجهيزات اللازمة للتنسيق مع نظرائه في حلف شمال الأطلسي «الناتو». وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أنه لدى طلب أحد الضباط الثوار في الخطوط الأمامية للمساعدة، ليس أمام رئيس عمليات القوات الخاصة الليبية السابق الذي انضم للثوار، عبدالسلام الحاسي سوى خيار صغير وهو الطلب من المستشارين الأمريكيين والأوروبيين في مركز قيادته العسكري أن يطلبوا من الناتو شن هجوم جوي والدعاء برد سريع. وقال الحاسي «يتأخرون في بعض الأحيان، يتأخرون كثيرا». وتشير هذه الحادثة لمأزق يواجهه الثوار، فبعد ثلاثة أشهر من الوصول لطريق مسدود، فإن تحقيق الثوار لهدف الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي يعتمد بالكامل تقريبا على قوة من «الناتو» لا يتحكمون بها والتي تشدد على أن مهمتها تنحصر فقط في حماية المدنيين، وبالتالي على القادة العسكريين للثوار أن يطلبوا المساعدة من «الناتو» وبعدها الانتظار أو التأمل. وذكرت الصحيفة أنه خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، لم يكن هناك تنسيق حقيقي بين الثوار والحلف، لكن الوضع تحسن بعد ذلك. لكن المسؤولين العسكريين الكبار للثوار، قالوا إن التنسيق الذي لا يزال في مستوى منخفض، ونقص الموارد يعني أنهم بعيدون عن اتخاذ القرارات الهامة في حرب أطلقوها. وقال الحاسي «نتحدث معهم عن طريق لوحة التبديل.. لا خط مباشر معهم. كما لو أنها خدمة غرفة أوامر». واشتكى الضباط الثوار من أن «الناتو» لم يضع موظف اتصال في مركز القيادة، والحاسي وفريقه لا يتكلمون مع من يتحكمون بطائرات «الأواكس» لتنسيق الهجمات الجوية معهم. وقال الحاسي «نحن لا نتواصل مع أحد غير هؤلاء الموجودين في الغرفة المجاورة.. إننا بحاجة لتواصل أكبر مع الناتو.. بحاجة للمزيد من كل شيء». لكنه كان حريصا على ألا ينتقد حلف الأطلسي كثيرا، فهو يعلم أن الثوار يأملون الإطاحة بالقذافي الذي ما زال في الحكم منذ 41 عاما، وقال «على الأغلب، هم يحسنون الفعل (الناتو). إنهم يتحسنون». من جهة ثانية أشاد المجلس الوطني الانتقالي أمس بانشقاق وزير النفط الليبي شكري غانم أحد رموز نظام العقيد معمر القذافي. وجاء في بيان للمجلس «أن المجلس الوطني الانتقالي يشيد بالانشقاق الأخير لوزير النفط شكري غانم». وأضاف «لقد شهدنا في الأيام والأسابيع الأخيرة تسارعا في عمليات الانشقاق عن نظام القذافي الذي لم تعد له شرعية ومصداقية ومستقبل».وكان شكري غانم أعلن الأربعاء في روما أنه «غادر بلاده» للالتحاق بالتمرد و«الكفاح من أجل دولة ديموقراطية».