تعرضت العاصمة الليبية طرابلس مجددا لغارات جوية ليلية يشنها حلف شمال الاطلسي في حين نددت الاممالمتحدة بارتكاب نظام معمر القذافي جرائم ضد الانسانية في قمع الثورة التي انطلقت قبل اربعة اشهر. ويبدو ان محاولات ايجاد حل سياسي للنزاع الذي اوقع ما بين "10 الى 15 الف قتيل" منذ شباط/فبراير بحسب حصيلة للامم المتحدة، تراوح مكانها بسبب رفض القذافي التنحي رغم الانشقاقات داخل نظامه والعقوبات والضغوط الدولية. وشن حلف شمال الاطلسي ليل الاربعاء الخميس غارات مكثفة على طرابلس حيث سمع دوي ما لا يقل عن 12 انفجارا قويا غير ان الاماكن المستهدفة لم تعرف. وتتعرض العاصمة الليبية لغارات مكثفة من الحلف الاطلسي منذ 10 ايام. واكد الحلف الاطلسي الاربعاء انه استهدف في منطقة طرابلس مستودعا للسيارات وقاذفة صواريخ ارض-جو في ضواحي مزدة (180 كلم جنوبطرابلس) ومستودع ذخيرة ونظام رادار في هون على بعد 500 كلم جنوب شرق طرابلس. وبحسب الحكومة الليبية قتل 718 مدنيا واصيب 4067 بجروح في غارات الاطلسي بين 19 اذار/مارس تاريخ بدء العملية العسكرية في ليبيا، و26 ايار/مايو. لكن يتعذر التأكد من هذه الحصيلة من مصدر مستقل. وازاء موقف القذافي الذي اعتبر متحديا، اعلن الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن تمديد مهمة الحلف في ليبيا لمدة ثلاثة اشهر، وهي مهمة كان يفترض ان تنتهي في نهاية حزيران/يونيو. واعرب عن الامل في ايجاد حل للنزاع قبل نهاية ايلول/سبتمبر. واضاف "لكننا سنبقى الوقت اللازم" مؤكدا ان رحيل القذافي لم يعد سوى مسألة وقت. وتولى الحلف الاطلسي في 31 اذار/مارس قيادة العملية العسكرية التي اطلقها ائتلاف دولي بعد اكثر من شهر على اندلاع الثورة التي قمعها نظام القذافي بقوة. ودانت لجنة تحقيق شكلها مجلس حقوق الانسان في الاممالمتحدة "الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الحكومية" في ليبيا. واشارت الى "الاستخدام المفرط للقوة بحق المتظاهرين ما ادى الى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى" وايضا الى عمليات اختفاء قسرية والعراقيل للحصول على العناية الطبية و"الهجمات الخطيرة" على وسائل الاعلام. ومن جانب الثوار، قالت اللجنة انها "سجلت بعض الاعمال التي تندرج في اطار جرائم الحرب" خصوصا "حالات تعذيب واشكال اخرى من المعاملة اللاانسانية والمهينة". واستنادا الى تقديرات النظام والثوار ومنظمات غير حكومية، اضافت اللجنة ان اعمال العنف اوقعت ما بين "10 الى 15 الف قتيل" منذ 15 شباط/فبراير. وارغم اكثر من 890 الف شخص معظمهم من العمال المهاجرين على الفرار في حين ان 1200 قتلوا او فقدوا بعد ان غادروا ليبيا للوصول بحرا الى اوروبا بحسب الاممالمتحدة. وفي بنغازي معقل الثوار في شرق ليبيا اتهم المجلس الوطني الانتقالي النظام بالوقوف وراء تفجير سيارة مفخخة مساء الاربعاء في موقف سيارات فندق كبير ينزل فيه دبلوماسيون وصحافيون ومسؤولون في المعارضة من دون وقوع ضحايا. وعلى الصعيد الدبلوماسي انضمت مالطا الى فرنسا وايطاليا وبريطانيا وقطر وغامبيا والاردن، من خلال اعلانها انها تعتبر المجلس الوطني الانتقالي "الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي". من جهته اشاد المجلس الوطني الانتقالي في بيان بانشقاق وزير النفط الليبي شكري غانم احد رموز نظام القذافي ودعا "الباقين الى ان يتحلوا بالشجاعة وان يسيروا على خطاه". ويعد انشقاق غانم صفعة جديدة للنظام وياتي لينضاف الى عشرات الانشقاقات الاخرى لمسؤولين اختاروا الانضمام الى المعارضة او مجرد التخلي عن مناصبهم. الى ذلك أرسلت ليبيا عضوا بلجنة ادارة المؤسسة الوطنية للنفط امس ليمثلها في اجتماع للدول المصدرة للغاز عقب انشقاق أكبر مسؤول نفطي في البلاد. ورفض مصباح علي معتوق الحديث إلى الصحافيين في الاجتماع الوزاري لمنتدى الدول المصدرة للغاز الذي يستمر يوما واحدا في القاهرة.